بسم اللّه الرحمن الرحيم
&rlm
الحمد للّه والصلاة على رسول اللّه وعلى آله آل اللّه لا سيّما على مولانا بقيّة اللّه واللعن الدائم على أعدائهم أعداء اللّه ، وعلى كلّ من مال إلى أعدائهم وتبعهم ونهض بأجنحتهم واقتدى بكلامهم وصدّق بأحكامهم وسدّد منهجهم ، من الآن إلى يوم لقاء اللّه .
&rlm
الصحابة حاملو العبأ الثمين وناشرو لواء الإسلام
&rlm قال سماحة الشيخ محمّد هادي معرفة في كتابه التفسير الأثري الجامع تحت عنوان : التفسير في دور الصحابة :
&rlm وكان كبار الصحابة من بعده ( ص ) هم حملوا هذا العبأ الثمين الفخيم ، فنشروا لواء الإسلام على أرجاء الآفاق ، وأدوّا رسالة اللّه إلى العالمين عن كلّ جدّ وجهد بالغين .
&rlm الصحابة أبواب علم النبي ( ص ) لا ينطقون إلّا عن لسانه
&rlm وقال تحت عنوان : « تفسير الصحابي في مجال الاعتبار » :
&rlm ولتفسير الصحابي قيمته الأعلى في مجال الاعتبار العلمي والعملي ، حيث هم أبواب علم النبي ( ص ) والطرق الموصلة إليه ، وقد ربّاهم وعلّمهم وفقّههم ليكونوا وسائط بينه وبين الناس ، ولينذروا قومهم إذا رجعوا اليهم . فكانوا لايصدرون الناس إلّا عن مصدر الوحي الأمين ، ولا ينطقون إلّا عن لسانه الناطق بالحقّ المبين&rlm التفسير الأثري : 1 / 98 . .
&rlm إلى أن قال :
&rlm والخلاصة : إنّما كانت قيمة تفسير الصحابي لمكان قربه من رسول اللّه ( ص ) وموضع عنايته البالغة بشأن تعليمه وتربيته ، وكونه أقرب عهداً بمواقع نزول القرآن ، وأعرف بأهدافه ومقاصده ومراميه ، كما قال السيّد بن طاووس : « هم أقرب علماً بنزول القرآن » التفسير الأثري الجامع : 1 / 101 . .
&rlm أصحاب رسول اللّه ( ص ) لا يصدرون الناس إلّا عن مصدر الوحي . . .
&rlm فاذا كانت تلك حالة العلماء من أصحاب رسول اللّه ( ص ) لا يصدرون الناس إلّا عن مصدر الوحي الأمين ، ولا ينطقون إلّا عن لسانه الناطق بالحق المبين ، فكيف يا ترى مبلغ اعتبار ما يصدر عن ثلّة ، هم حملة علم الرسول ، والحفظة على شريعته الأمناء؟!
&rlm وذلك لموضع عدالة الصحابي ووثاقته في الدين ، فلا يخبر عما لا طريق للحسّ إليه ، إلّا إذا كان قد أخبره ذو علم عليم صادق أمين&rlm التفسير والمفسّرون : 1 / 301 . .
&rlm كلام العلّامة الطباطبايى في عدم حجيّة قول الصحابة
&rlm ذكر كلام السيّد الطباطبائي في الهامش بقوله :
&rlm قال ذيل الآية 44 من سورة النحل : ( وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) النحل : 16 / 44 . .
&rlm وفي الآية دلالة على حجّية قول النبي ( ص ) في بيان الآيات القرآنية . ويلحق به بيان أهل بيته ( ع ) لحديث الثقلين . وأمّا سائر الامّة من الصحابة أو التابعين أو العلماء فلا حجّية لبيانهم ، لعدم شمول الآية وعدم نصّ معتمد عليه يعطي حجّية بيانهم على الإطلاق . ( الميزان 12 : 278 )
&rlm وهكذا ذكر في رسالة « قرآن در اسلام : 49 » إنّما اعتبر قول النبي ( ص ) في التفسير بنصّ الآية الكريمة ( 44 من سورة النحل ) . وكذا قول العترة بنصّ حديث الثقلين . أمّا أقوال الصحابة والتابعين فلا اعتبار بها كما هو الحال في آراء سائر المسلمين .
&rlm وعقّب على كلام العلّامة بقوله : وهو غريب جدّاً التفسير الأثري الجامع : 1 / 101 . .
&rlm الاعتراض الشديد على العلّامة الطباطبايى
&rlm وقال الشيخ معرفة في ردّ كلام الطباطبائي :
&rlm ومن ثمّ فنستغرب موضع سيّدنا العلّامة الطباطبائى ( ره ) المتردّد في اعتبار قول الصحابى وكذا التابعى في مجال التفسير ، نظراً لعدم دليل خاصّ على الاعتبار!!
&rlm أو لا يكفي قوله تعالى : ( فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِ&rlmّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآلِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِى الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) توبه : 122 . ؛ دليلاً على حجّية قولهم في الإنذار والتبيين فيما تفقّهوا؟!
&rlm أو لم يكن الإنذار هو البيان والإعلام بمباني الشريعة ومعالم الدين؟ وإذا لم يكن الإنذار حجّة بالغة ، فما وجه الحذر بعد البيان؟
&rlm أو لم يكن ربّاهم رسول اللّه ( ص ) ليصدروا ع4نه وليربّوا الناس كما ربّاهم ؟ وليصبحوا مراجع للناس يفيدونهم ويستفيدون منهم . ( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا&rlmتوبه : 122 . &rlm البقرة : 143 . .&rlm أو ليس قد جعلهم أمنة للأمّة من بعده كما هو أمنة لأصحابه في حياته؟
&rlm ولم يكن صحابته أمنة إلّا لأنّهم حملة علمه إلى الناس ومستودع شريعته إلى الملأ من العالمين&rlm التفسير الأثري الجامع : 1 / 101 . .
&rlm
قول الصحابى معتبر مطلقاً
&rlm قال بعد ذكر حديث ضعيف عن عيون أخبار الرضا ( ع ) :
&rlm « هذا كلّه بالنسبة إلى دراية الصحابي وعلمه وفهمه لمباني الدين ، أمّا روايته فلا تقلّ عن درايته قوّة واعتباراً ، وإنّما يحدّثك صادق مصدّق فيما وعى وأخبر ورعى » التفسير الأثري الجامع : 1 / 104 . .
&rlm قال بعد ذكر حديث عن أمير المؤمنين ( ع ) في الصحابة :
&rlm « فالصحيح هو الاعتبار بقول الصحابي في التفسير ، سواء في درايته أم في روايته ، وأنّه أحد المنابع الأصل في التفسير التفسير الأثري الجامع : 1 / 105 . .
&rlm
علوم التابعين امتداد لنور الرسالة
&rlm قال تحت عنوان : « التفسير في دور التابعين » :
&rlm لم يكد ينصرم عهد الصحابة إلّا وقد نبغ رجال أكفاء ، ليخلفوهم في حمل أمانة اللّه وأداء رسالته في الأرض ، وهم التابعون الذين اتّبعوهم بإحسان ، إنّهم رجال أخّر بهم الزمان عن إمكان الاستضاءة من أنوار عهد الرسالة الفائضة بالخير والبركات ، فاستعاضوا عنها بالمثول لدى أكابر الصحابة والعكوف على أعتابهم المقدّسة ، يستفيدون من علومهم ويستضيئون بنور هدايتهم ، والذي هو امتداد لنور الرسالة الذي أشرق الأرض بأرجائها ، فكان حتماً أن يدوم ويتداوم مع الخلود التفسير الأثري الجامع : 1 / 105 . .
&rlm
الصحابة كنجوم السماء ، ومصابيح الدجى وأعلام الهدى
&rlm كان أعيان الصحابة كثرة منتشرين في البلاد كنجوم السماء ، ومصابيح الدجى وأعلام الهدى ، أينما حلّوا أو ارتحلوا من بقاع الأرض ، وبذلك ازدهرت معالم الدين وانتشرت تعاليم الإسلام وشاع وذاع مفاهيم الكتاب والسنّة القويمة بين العباد وفي مختلف البلاد التفسير الأثري الجامع : 1 / 106 ، هكذا فى التفسير والمفسرون : 1 / 315 . .
&rlm
أعلام التابعين أكفاء لحمل عب&rlmء رسالة الإسلام إلى الملأ في الخافقين
&rlm قال تحت عنوان : أعلام التابعين
&rlm تلك مدارس التفسير كان قد تخرّج عليها رجال علماء كانوا أكفاء لحمل عب&rlmء رسالة الإسلام إلى الملأ في الخافقين . وبهم ازدهرت معالم الدين وانتشرت أحكام الشريعة ومبانيها في شتّى أرجاء البلاد التفسير الأثري الجامع : 1 / 107 . .
&rlm
أتباع التابعين أجلّاء بهم دارت رحى العلم في أرجاء البلاد
&rlm قال تحت عنوان : أتباع التابعين :
&rlm ويلحق بالتابعين أتباعهم ممّن نشطوا على انتهاج طريقتهم ونسجوا كرائم الآثار على منوالهم . وهم كثرة من علماء أجلّاء بهم دارت رحى العلم في أرجاء البلاد وملأوا الآفاق صيتاً وشهرة ، فكانوا قدوة أهل العلم مصدراً ومرجعاً يرجع اليهم روّاد العلم والفضيلة من كلّ صوب ومكان&rlm التفسير الأثري الجامع : 1 / 112 . .
&rlm
&rlm نظرة عابرة إلى كلماته في « التفسير والمفسّرون »
&rlm
النبي ( ص ) علّم وأدب اصحابه ليجعل منهم أمّة وسطاً ليكونوا شهداء على الناس ( 297 ) .
&rlm كان النبي ( ص ) قد ركّز جلّ حياته على تربية أصحابه الأجلاء وتعليمهم الآداب والمعارف ، والسنن والأحكام وليجعل منهم أمّة وسطاً ليكونوا شهداء على الناس ، فقد جاء ( ص ) ل' ( يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءَايَتِهِ&rlmى وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَبَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِى ضَلَلٍ مُّبِينٍ ) الجمعة : 2 . .
&rlm ولا شك أنّه ( ص ) فعل ما كان من شأنه أن يفعل وربّى من أصحابه ثلة من علماء ورثوا علمه وحملوا حكمته إلى الملأ من الناس&rlm التفسير والمفسرون : 1 / 297 . .
&rlm
دور النبي في أصحابه دور المعلم والمرشد
&rlm وهل كان دور النبى ( ص ) في أمّته ، وفي أصحابه الخلّص بالخصوص ، سوى دور معلم ومرشد حكيم؟ فلقد كان ( ص ) حريصاً على تربيتهم وتعليمهم في جميع أبعاد الشريعة ، وبيان مفاهيم الإسلام .
&rlm هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ، فانّ من صحابته الأخيار - ممن رضى اللّه عنهم ورضوا عنه - من كان على وفرة من الذكاء ، طالباً مجدّاً في طلب العلم والحكمة والرشا ، مولعاً بالسؤال والازدياد من معارف الإسلام ، وكانوا كثرة من ذوي النباهة والفطنة والاستعداد ( رجال صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه ) الاحزاب : 23 . ، ( واستقاموا على الطريقة فسقاهم ربّهم ماء غدقا ) الجنّ : 16 ، التفسير والمفسرون : 1 / 298 .
&rlm
&rlm
عرض ونقد الآراء ونظريّات الشيخ محمد هادى معرفة
&rlm قد لاحظتم كلام سماحة الشيخ معرفة في تجليل الصحابة ؛ بل عصمتهم بما لم يسبق إليه أحد من علماء الشيعة طيلة قرون ماضية .
&rlm
&rlm
القول في عدالة الصحابة وعصمتهم
&rlm حيت انّ قوله فى الصحابة بأنّهم لايصدرون الناس إلّا عن مصدر الوحي الأمين ، ولا ينطقون إلّا عن لسانه الناطق بالحقّ المبين&rlm التفسير والمفسّرون : 1 / 301 والتفسير الأثري الجامع : 1 / 98 . ، لا ينطبق على حجيّة الراوي بل الحجية الذاتية لا الحجية الطريقية الظنيّة كما أنّه يعلم من اعتراضه على العلّامة الطباطبائي بأنّ الحجيّة لاتختصّ بالنبي وأهل بيته ؛ بل حجيّة قول الصحابي حجّة ثالثة فى عرض حجيّة قول النبي والثقلين ( ع ) .
&rlm ولوتنزلنا عن ذلك وقلنا بأنّ مراده من وصف الصحابة - بأنّهم كنجوم السماء وأعلام الهدى و . . . - هو وثاقة الصحابة وعدالتهم كما قال : « لموضع عدالة الصحابي ووثاقته في الدين » التفسير والمفسّرون : 1 / 301 . ، وهو باطل بالضرورة .
&rlm
&rlm
الكتاب ينفي القول بعدالة جميع الصحابة
&rlm فنقول : لوأراد من ذلك عدالة مطلق الصحابة وعامّتهم ، فهذا باطل بالكتاب والسنّة وواقع التاريخ . كما سنبيّن ذلك .
&rlm أمّا الكتاب فتكفي الآيات الواردة في المنافقين لاسيّما في الذين مردوا على النفاق من أهل المدينة وحولها وكان النبي الأعظم ( ص ) لا يعرف بعضهم ، وفى مرضى القلوب وذوى التشكيك وأولي الإثارة للفتنة الأحزاب : 12 ، التوبة 45 ، 46 ، 47 . ، والذين يؤذون النبي ( ص ) التوبة : 61 . ، والذين يظنّون باللّه الظنون الكاذبة آل عمران : 154 . ، والفاسق الذي جاء بخبر كاذب في عصر النبي ( ص ) لحجرات : 6 . وغير ذلك .
&rlm
&rlm
السنّة تنفي القول بعدالة جميع الصحابة
&rlm حديث الحوض والارتداد على الأعقاب :
&rlm وأمّا السنّة فلو لم يكن إلّا حديث الحوض الدالّ على ارتداد الصحابة ورجوعهم القهقهرى فيكفي لكلّ ذي شعور بأنّ القول بعدالة عموم الصحابة إلى الأسطورة أقرب منها إلى الحقيقة .
&rlm أمّا الواقع التاريخى فهو أوضح من أن يحتاج إلى البيان لأنّ الحوادث الواقعة بعد رحلة رسول اللّه ( ص ) كالهجوم على بيت مهبط الوحي وإيذاء بضعة المصطفى&rlm كما نقل الشهرستانى المتوفى 548 : عن الجاحظ : إنّ عمر ضرب بطن فاطمة عليها السلام يوم البيعة حتّى ألقت الجنين من بطنها و كان عمر يصيح : إحرقوا دارها بمن فيها ، و ماكان فى الدار غير علىّ و فاطمة و الحسن و الحسين و زينب ( ع ) . الملل و النحل : 1 / 57 . طبعة بيروت ، دار المعرفة يراجع : أنساب الأشراف : 1 / 586 ، الامامة والسياسة : 1 / 12 ، مصنّف ابن أبى شيبة : 14 / 567 ، الفرق بين الفرق لأبي طاهر البغدادى : 113 . مع أنّهم سمعوا قول النبي ( ص ) فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما آذاها كما فى صحيح البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فاطمة بضعة منّى فمن أغضبها أغضبني . صحيح البخارى 4 / 210 .
&rlm وفي صحيح مسلم : قال صلى الله عليه وسلم : إنّما فاطمة بضعة منّي يؤذيني ما آذاها . صحيح مسلم 7 / 141 .
&rlm وفي مستدرك الصحيحين : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لفاطمة : إنّ اللّه يغضب لغضبك ، ويرضى لرضاك . هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . المستدرك : 3 / 153 ، مجمع الزوائد : 9 / 203 . وقرؤوا قول اللّه تعالي ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ&rlmو لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِى الدُّنْيَا وَالْأَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا ) . الأحزاب : 33 / 57 .
&rlm
&rlm ما وقع من الصحابة في حقّ المرتضى ( ع ) وكلامه فيهم :
&rlm وهكذا ما وقع منهم في حقّ المرتضى ( ع ) خليفة المصطفى ( ص ) بحيث أخرجوه من بيته ظلماً بعث أبو بكر عمر بن الخطاب إلى هؤلاء ليخرجهم من بيت فاطمة ، وقال له : « إن أبوا فقاتلهم » . العقد الفريد : 5 / 1 ، تاريخ أبي الفداء : 1 / 156 . وكانوا يسوقونه سوقاً عنيفاً كما عن أبي بكر الجوهري : وساقهما عمر ومن معه سوقاً عنيفاً واجتمع الناس ينظرون ، وامتلأت شوارع المدينة بالرجال . السقيفة وفدك : 73 ، شرح نهج البلاغة : 6 / 49 . وقادوه إلى البيعة كالجمل المخشوش&rlm كما قال علي ( ع ) في جواب معاوية : وقلت إنّي كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتى أبايع ولعمر اللّه لقد أردت أن تذمّ فمدحت ، وأن تفضح فافتضحت . نهج البلاغة محمد عبده : 3 / 33 ، الكتاب 28 . شرح نهج البلاغة 15 / 183 ، أنساب الأشراف : 278 ، صبح الأعشى : 1 / 228 ، المناقب للخوارزمي : 251 . وهدّدوه بالقتل&rlm كما قال ابن قتيبة : فمضوا به إلى أبي بكر ، فقالوا له : بايع . فقال : إن أنا لم أفعل فمه ؟ ! قالوا : إذا واللّه الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك ! قال : إذا تقتلون عبد اللّه وأخا رسوله . وأبو بكر ساكت لا يتكلّم . . . فلحق علي بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يَصيح ويَبكِي ويُنادي : « يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني » . الإمامة والسياسة بتحقيق الشيري : 31 ، باب كيف كانت بيعة علي بن أبي طالب ، أعلام النساء : 4 / 114 . وهو كان متألّماً ومستصرخاً وقد روى كثير من المحدثين انه عقيب يوم السقيفة تألّم وتظلّم واستنجد واستصرخ حيث ساموه الحضور والبيعة وأنّه قال وهو يشير الى القبر ( يا بن أمّ إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ) وأنّه قال : وا جعفراه! ولا جعفر لى اليوم ، واحمزتاه! ولا حمزة لى اليوم . شرح نهج البلاغة : 11 / 111 . ولكنّهم مع ذلك كلّه لم يمكن لهم أن يسلموه للبيعة فمسح أبوبكر يده على يد علي ( ع ) وهي مضمومة كما قال مسعود : فقالوا له : مد يدك فبايع فأبى عليهم فمدّوا يده كرها ، فقبض على أنامله فراموا بأجمعهم فتحها فلم يقدروا ، فمسح عليها أبو بكر وهي مضمومة . إثبات الوصية للمسعودي : 146 ، الشافي : 3 / 244 . وقد قال ( ع ) في ذلك : « صبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى » نهج البلاغة خطبة 3 ، المعروف بخطبة الشقشيّة . ، وقال ابن أبي الحديد : قد تواترت الأخبار عنه ( ع ) بنحو من هذا القول ، نحو قوله : « مازلت مظلوما منذ قبض اللّه رسوله حتى يوم الناس هذا » شرح نهج البلاغة : 9 / 306 . .
&rlm وهو كان يعتقد ولم يزل بكون كلّ من أبي بكر وعمر « كاذباً آثماً غادراً خائناً » كما صرّح بذلك في صحاحهم&rlm روي مسلم بإسناده عن عمر بن الخطاب مخاطباً لعلي بن أبي طالب والعباس : « فلمّا توفّي رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله ، قال أبو بكر : أنا ولي رسول اللّه ، فجئتما ، أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك ، ويطلب هذا ميراث امرأته من أبيها ، فقال أبو بكر : قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله : نحن معاشر الأنبياء لا نورث ، ما تركناه فهو صدقة ، فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً ، واللّه يعلم أنّه لصادق ، بارّ ، راشد ، تابع للحقّ ! ثمّ توفّي أبو بكر فقلت : أنا وليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله ، ولي أبي بكر ، فرأيتماني كاذباً آثماً غادراً خائناً ! واللّه يعلم أنّي لصادق ، بارّ ، تابع للحقّ! » . صحيح مسلم ج 5 ص 152 ، كتاب الجهاد باب 15 حكم الفئ حديث 49 ، فتح الباري ج 6 ص 144 وكنز العمال ج 7 ص 241 . كما قال لأبي بكر : « ولكنّك استبددت علينا بالأمر وكنّا نرى لقرابتنا من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نصيباً حتّى فاضت عينا أبى بكر » صحيح البخارى : 5 / 82 ، كتاب المغازي ، با غزوة خيبر ، صحيح مسلم : 5 / 154 . .
&rlm حتّى إذا مضى عمر لسبيله واقترحوا لعلي ( ع ) الولاية بشرط أن يسير بكتاب اللّه وسنّة نبيّه وسيرة أبي بكر وعمر فرفضه قائلاً : « أسير فيكم بكتاب اللّه وسنّة نبيّه ما استطعت » تاريخ اليعقوبي : 2 / 162 شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 1 / 188 ، 9 / 53 ، 10 / 245 ، الفصول في الأصول للجصّاص : 4 / 55 ، أسد الغابة : 4 / 32 ، تاريخ المدينة لابن شبة النميري : 3 / 930 ، تاريخ الطبري : 3 / 297 ، تاريخ ابن خلدون : 2 / 126 والشافي في الإمامة : 4 / 209 . .
&rlm وقد صرّح في كتابه إلى الأشتر حين ولاه مصر : « فإنّ هذا الدين قد كان أسيراً فى أيدى الأشرار ، يعمل فيه بالهوى و تطلب به الدنيا » نهج البلاغه شيخ محمد عبده : 3 / 95 ، الكتاب 53 ، شرح نهج البلاغه لابن أبي الحديد : 17 / 59 . .
&rlm وأصرح من ذلك ما أعلن برجوعهم إلى الأعقاب بعد رحلة الرسول ( ص ) وعملوا بسنّة آل فرعون كما في قوله : « حتّى إذا قبض اللّه رسوله () رجع قومٌ على الأعقاب و غالَتْهُم السبُلُ&rlm أهلكهم اختلاف الآراء . و اتّكلوا على الوَلائج&rlm الوليجة وهي البطانة . أى اتّكلوا على المنافقين وأعداء الإسلام ، كما يقول اللّه ولم يتّخذوا من دون اللّه ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة . آل عمران : 144 . و وصلوا غيرَ الرحِم و هَجَروا السببَ الذى أُمروا بمودّته ، و نقلوا البِناء عن رَصّ أساسه فبنوه فى غير موضعه ، معادنُ كلّ خطيئة ، و أبوابُ كلّ ضارب فى غَمْرَةٍ الضلال والجهل . ، قد مارُوا&rlmيسبحون فى الحيرة كما يسبح الانسان في الماء . &rlmفى الحَيْرة و ذَهَلوا فى السَكرة ، على سُنّة من آل فرعونَ من منقطع إلى الدنيا راكنٍ ، أو مُفارقٍ للدين مُباينِ » نهج البلاغه للشيخ محمد عبده : 2 / 35 الخطبة 150 ، شرح نهج البلاغه : 9 / 132 . . پس از رحلت جانگداز رسول اكرم ( ص ) ، گروهى به گذشته جاهلى خود بازگشتند و با پيمودن راه هاى گوناگون گمراه شدند و بر آرا و انديشه هاى نادرست خود اعتماد نمودند و از غير خويشان پيروى نمودند ، و از وسيله هدايت و رستگارى يعنى اهل بيت كه مأمور به دوستى آن بودند ، دورى كردند . ( قل لا أسئلكم عليه أجراً الاّ المودة فى القربى ) ، و ساختمان اسلام و ايمان را از جايگاه استوارش انتقال داده آن را در جايى كه سزاوار نبود پايه ريزى كردند .
&rlm آنان كانون هر خطا و گناه و پناهگاه هر فتنه&rlmجو شدند و سرانجام در سرگردانى فرو رفته و در غفلت و مستى ، به روش و آيين فرعونيان درآمدند ، از همه بريده و دل به دنيا بستند و يا پيوند خود را با دين گسستند .
&rlm
&rlm
اجراء الحدود على الصحابة في حياة الرسول ( ص )
&rlm ومن جانب آخر ما ثبت من وقوع الجرائم الكبيرة عن الصحابة في حياة النبي من شرب الخمر وفعل الزنا وإجراء الحدود عليهم كما ورد في النعيمان الصحابي لمّا شرب الخمر أمر النبي ( ص ) أن يضربوه بالنعال&rlm صحيح البخاري : 8 / 13 ، ( رقم 6775 ) كتاب الحدّ ، باب من أمر بضرب الحدّ في البيت . . نقل ابن حجر أنّه جلد في الخمر أكثر من خمسين مرة فتح الباري : 12 / 56 ، 69 . .
&rlm وكذا عبد اللّه الملقب بالحمار ، أمر النبي ( ص ) بجلده في الشراب&rlm صحيح البخاري : 8 / 14 ، ( رقم 6780 ) باب ما يكره من لعن شارب الخمر وانه ليس بخارج من الملة . .
&rlm واعتراض رسول اللّه&rlmصلى الله وعليه وآله وسلم على الذين كانوا تشفّعوا في المرأة المخزوميّة التي سرقت&rlm صحيح البخاري : 8 / 16 ، ( رقم 6788 ) ، باب كراهية الشفاعة في الحد إذا رفع إلى السلطان . .
&rlm وفي رجل من أسلم زنى ، فأمر به الرسول&rlmصلى الله وعليه وآله وسلم فرجم ، ثمّ فرّ ، فأُدرك فرجم ، حتى مات&rlm صحيح البخاري : 8 / 22 ، ( رقم 6820 ) باب الرجم بالمصلّى . .
&rlm ورجل من الأعراب زنى بإمرأة مستأجره فأمر النبي&rlmصلى الله وعليه وآله وسلم بجلده وتغريبه عامّاً وأمر برجم المرأة صحيح البخاري : 8 / 28 ، ( رقم 6835 ) ، باب من أمر غير الامام باقامة الحد غائباً . .
&rlm وامرأة صحابيّة مخزوميّة كانت تستعير المتاع فتجحده ، فأمر النبي&rlmصلى الله وعليه وآله وسلم بقطع يدها سنن أبي داود : 2 / 338 ، ح 4395 ) باب في القطع في العارية إذا جحدت . .
&rlm ورجل سرق فأمر النبي&rlmصلى الله وعليه وآله وسلم بالقطع أربع مرّات وفي الخامسة أمر بقتله&rlm سنن أبي داود : 2 / 341 ، ح 4410 ، باب في السارق يسرق مراراً . . وفي قضيّة الإفك وقذف عائشة ، جلد رسول اللّه&rlmصلى الله وعليه وآله وسلم عبد اللّه بن أبيّ ومسطّح بن أثاثة وحسان بن ثابت ، وحمنة بنت جحش . . . المحلى : 11 / 130 ، الإصابة : 6 / 74 رقم 7953 ، المعجم الكبير : 23 / 128 ، الدر المنثور : 5 / 28 . . .
&rlm وكذا حاطب بن أبي بَلْتَعَة الذي أرسل كتاباً بواسطة إمرأة من المشركين إلى مشركي مكّة ليخبرهم بأمر رسول اللّه&rlmصلى الله وعليه وآله وسلم فقال عمر : إنّه قد خان اللّه ورسولَه والمؤمنين ، فدعني فَلأضرب عنقه&rlm صحيح البخاري : 5 / 10 ( رقم 3983 ) كتاب المغازي باب فضل من شهد بدراً ، و4 / 38 ( رقم 3081 ) ، كتاب الجهاد ، باب إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة ، و4 / 19 ( رقم 3007 ) ، كتاب الجهاد ، باب الجاسوس ، و5 / 89 ، ( رقم 4174 كتاب المغازي ، باب غزوة الفتح . .
&rlm
&rlm
إجراء الحدود على الصحابة بعد النبي ( ص )
&rlm وهكذا ما ثبت من وقوع الجرائم الموبقة من الصحابة بعد رحيل الرسول ( ص ) إلى الملأ الأعلى كما ورد في عبدالرحمن بن عمر وعقبة الحارث البدرى اللذان شربا الخمر فحّده عمرو بن العاص أمير مصر ، ثمّ أحضر عمر ابنه عبد الرحمن فحّده مرّة اخرى فمات من جلده&rlm السنن الكبرى : 8 / 312 ، المصنف لعبد الرزاق الصنعاني : 9 / 233 ، تاريخ بغداد : 3 / 75 ، تاريخ مدينة دمشق : 44 / 324 ، كنز العمال - المتقي الهندي : 12 / 665 قائلاً : ( عب ، ق ، وسنده صحيح ) ، العقد الفريد : 6 / 265 ، تاريخ عمر بن الخطاب : ص&rlm213 ، ارشاد الساري : 14 / 216 . .
&rlm وفى رواية ابن عساكر : فكلّمه عبد الرحمن بن عوف فقال يا أمير المؤمنين قد أقيم عليه الحد مرة فما عليه أن يقيمه ثانية فلم يلتفت إلى هذا عمر ، وزبره فجعل عبد الرحمن يصيح إني مريض وأنت قاتلي فضربه مرة ثانية للحدّ ، ثمّ حبسه وهو يعاني من المرض فمات&rlm تاريخ مدينة دمشق : 44 / 327 ، كنز العمال : 12 / 664 عن ابن سعد . .
&rlm قال ابن كثير : وفي هذه السنة ( 14 ه' ) ضرب عمر بن الخطاب ابنه عبيد اللّه في الشراب هو وجماعة معه و فيها ضرب أبا محجن الثقفي في الشراب أيضاً سبع مرّات وضرب معه ربيعة بن أمية بن حلف&rlm البداية والنهاية : 7 / 57 ، حوادث سنة 14 ه' . .
&rlm فكان أبو محجن الثقفي لا يزال يجلّد في الخمر فلمّا أكثر عليهم سجنوه وأوثقوه . وقد حدّ في الشراب سبع مرّات&rlm الإصابة : 7 / 300 رقم 10507 ، يراجع : المصنف لابن أبي شيبة : 8 / 10 ، الثقات لابن حبان : 2 / 209 ، الدر المنثور : 2 / 325 ، فقه السنة للسيد سابق : 2 / 626 . .
&rlm فلم يقبل تأويله بقوله تعالى : ( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا ) الأغاني : 21 / 142 ، والمناقب للموفق الخوارزمي : 99 ، من دون ذكر اسم محجن . .
&rlm والوليد بن عقبة شرب الخمر وصلى الصبح أربعاً وجلد صحيح مسلم : 5 / 126 ، ( رقم 1707 ) ، كتاب الحدود ، باب حدّ الخمر . .
&rlm قال ابن حجر : قصة صلاته بالناس الصبح أربعا وهو سكران مشهورة مخرجة وقصّة عزله بعد أن ثبت عليه شرب الخمر مشهورة أيضاً الإصابة 6 / 482 . .
&rlm قدامة بن مظعون البدري شرب الخمر فحدّه عمر ، فلم يقبل تأويله بقوله تعالى : ( ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا ) الإصابة : 5 / 323 ، فتوح البلدان للبلاذري : 1 / 100 ، تاريخ الطبري : 3 / 202 ، البداية والنهاية : 7 / 120 . .
&rlm و كذا المغيرة بن شعبة زني بأمّ جميل بنت عمرو وشهد عليه : أبو بكرة ، ونافع بن الحارث ، وشبل بن معبد ، هؤلاء كلّهم من الصحابة بل من فضلاء الصحابة وكبارهم&rlm كما قال ابن حجر : في أبي بكرة نفيع بن الحارث : وكان من فضلاء الصحابة وسكن البصرة . الإصابة : 6 / 369 رقم 8816 .
&rlm وقال في نافع بن عبد الحارث بن حبالة : وقال بن عبد البر : كان من كبار الصحابة وفضلائهم . الإصابة : 6 / 321 رقم 8678 .
&rlm وذكر أيضاً شبل بن معبد بن عبيد بن الحارث ، من الصحابة . الإصابة : 3 / 303 ، رقم 3976 . .
&rlm وكانت شهادة هؤلاء الثلاثة صريحة فصيحة بأنّهم رأوه يولجه فيها إيلاج الميل في المكحلة ، ولما جاء الرابع أى زياد بن سمية ليشهد ، أفهمه عمر بن الخطاب رغبته في أن لا يخزي المغيرة قائلاً : « أرى رجلا لا يخزي الله على لسانه رجلا من المهاجرين » ، ثمّ سأله عما رآه فقال : رأيته مستبطنها . . . رافعاً رجليها ، فرأيت خصيتيه تتردّد إلى ما بين فخذيها ، ورأيت حفزاً شديداً ، وسمعت نفساً عالياً .
&rlm فقال عمر : الله أكبر قم يا مغيرة إليهم فاضربهم فقام يقيم الحدود على الثلاثة فتوح البلدان للبلاذري : 2 / 423 ، طبعة مكتبة النهضة المصرية - القاهرة ، سنة 1379 ، والبداية والنهاية لابن كثير : 7 / 93 ، طبعة دار إحياء التراث العربي - بيروت . سنة 1408 ، السقيفة وفدك للجوهري : 95 ، وتاريخ الطبري : 3 / 169 ، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر : 60 / 37 ، سنن البيهقي : 8 / 235 ، المستدرك للصحيحين : 3 / 448 ، وفيات الأعيان : 6 / 364 . .
&rlm ومن جانب ثالث قد ثبت عن الصحابة مخالفة النبي ( ص ) وإيذائه كما وقع ذلك في اخريات حياته ( ص ) حين أمر بالاحلال في الحج فخالفوه وقالوا : يا رسول اللّه! أيّ الحلّ؟! صحيح البخاري : 2 / 152 ، كتاب الحج ، باب 33 ح 1489 . . وجاء في رواية مسلم عن عائشة رضى اللّه عنها ، أنّها قالت : قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لأربع مضين من ذى الحجة أو خمس ، فدخل عليّ وهو غضبان ، فقلت : من أغضبك يا رسول اللّه؟ أدخله اللّه النار صحيح مسلم : 4 / 33 ، كتاب الحج ، باب بيان وجوه الإحرام . . . . .
&rlm وفي رواية أحمد بن حنبل : فقال الناس يا رسول اللّه قد أحرمنا بالحج ، فكيف نجعلها عمرة قال : « انظروا ما آمركم به فافعلوا » فردّوا عليه القول فغضب ، ثمّ انطلق حتّى دخل على عائشة غضبان ، فرأت الغضب في وجهه فقالت : من أغضبك؟ أغضبه اللّه ، قال : « ومالى لا أغضب؟ وأنا آمر بالأمر فلا أُتَّبع » مسند أحمد : 4 / 286 ، باب حديث قيس عنه البراء بن عازب ، كنز العمّال : 5 / 275 ، تذكرة الحفّاظ : 1 / 116 ، ذكر أخبار إصبهان : 2 / 162 . ، وصرّح بصحّة الرواية الهيثمى&rlm جمع الزوائد للهيثمى ج 2333 . &rlmوالذهبي&rlm سير أعلام النبلاء : 8 / 498 . .
&rlm
&rlm
الوصيّة الممنوعة
&rlm وأغرب من ذلك ما صدر عن الصحابة في مرض موته ( ص ) حين أمرهم بالكتاب والدواة فأهانوه أشدّ الإهانة ونسبوه إلى الهجر والهذيان مخالفة للكتاب .
&rlm كما روى البخاري بأنّه ( ص ) قال : « هلّم أكتب لكم كتاباً لا تضلّوا بعده! فقال عمر : إنّ النبيّ ( ص ) قد غلب عليه الوجع ، وعندكم القرآن حسبنا كتاب اللّه ، فاختلف أهل البيت فاختصموا . منهم من يقول : قرّبوا يكتب لكم النبي ( ص ) كتاباً لا تضلّوا بعده ومنهم من يقول : ما قال عمر ، فلمّا أكثروا اللغط والاختلاف عند النبى قال لهم رسول اللّه ( ص ) قوموا ( عنّى ) ! قال : عبيداللّه فكان ابن عباس يقول : إنّ الرزيّة ما حال بين رسول اللّه وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم » صحيح البخارى كتاب المرضى باب قول المريض قوموا عنّى . .
&rlm وفى هذه الرواية عدّة أسئلة وشبهات :
&rlm 1 - كيف يمكن الجمع بين قول عمر بن الخطاب هذا وبين قوله تعالى « وما ينطق عن الهوى إن هو إلّا وحي يوحى » ؟
&rlm 2 - أ ليس قول عمر « حسبنا كتاب اللّه » ، رفضاً للسنة؟
&rlm 3 - ما معنى قول ابن عباس ، الذي عبر عن ذلك بالرزيّة؟
&rlm 4 - ولمّا كانت الكتابة مانعة عن ضلالة الأمّة فان ممانعة الكتاب أوجبت الضلالة؟
&rlm 5 - أليس قول البخاري بأنّهم « أكثروا اللغط والاختلاف عند النبي » دالاً على أنّ القوم لم يكونوا مسلّمين بقضاء النبي ( ص ) وحكمه مع أنّه تعالى يقول : « فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويسلموا تسليماً » النساء : 65 . .
&rlm 6 - أ ليس قول النبي ( ص ) : « قوموا عنّى » أو « أخرجوا عنّي » ، دالاً على أنّه أصابه الأذى ، وكيف يمكن الجمع بين هذا و بين قوله تعالى : « إنّ الذين يؤذون اللّه ورسوله لعنهم اللّه » الأحزاب : 57 . .
&rlm 7 - لو كان الرسول&rlmصلى الله وعليه وآله وسلم قد هجر أو غلبه الوجع فلماذا قد تمسّك إخواننا أهل السنّة بخلافة أبي بكر بقول عائشة عنه ( ص ) : « مروا أبا بكر فليصلّ » صحيح البخاري : 1 / 162 كتاب الأذان ، با وجوب صلاة الجماعة وص 165 باب أهل العلم والفضل أحقّ بالإمامة . .
&rlm كما عن أحمد بن حنبل : بأنّه إنّما قدمّه على من هو أقرأ لتفهم الصحابة من تقديمه في الإمامة الصغرى استحقاقه للإمامة الكبرى ، وتقديمه فيها على غيره&rlm كشاف القناع للبهوتي ج 1 ص 573 ، وهكذا في المواقف : 8 / 365 . .
&rlm بعد هذا كلّه ، أولم يكن القول بعدالة الصحابة ووثاقتهم أو كونهم أبواب علم النبي ( ص ) والطرق الموصلة إليه ، قضيّة اسطوريّة ، ألاترى العجب من قول صاحب التفسير الجامع الأثري؟! ألاترى « لا يصدرون الناس إلّا عن مصدر الوحي الأمين؟! يا حبّذا لطف العبارة لو كان لها محتوى وماكان!!!
&rlm كيف يعقل أن يقال بأنّ الرسول ( ص ) « قد ربّاهم وعلّمهم وفقّههم ليكونوا وسائط بينه وبين الناس » وأنّهم « لايصدرون الناس إلّا عن مصدر الوحي الأمين ، ولا ينطقون إلّا عن لسانه الناطق بالحقّ المبين » التفسير الأثري الجامع : 1 / 98 . .
&rlm ويؤيّد ذلك ما صرّح سعد الدين التفتازاني&rlm قال ابن حجر : تقدّم في الفنون واشتهر بذلك ، وطار صيته وانتفع الناس بتصانيفه . . . وانتهت إليه معرفة العلوم بالمشرق ، مات بسمرقند سنة إحدى وتسعين وسبعمائة . بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة : 2 / 285 ، والدررالكامنة : 4 / 350 . راجع : شذرات الذهب : 6 / 319 ، والبدر الطائع : 2 / 303 .
&rlm قال اليان سركيس : كان من محاسن الزمان ، لم تر العيون مثله في الأعلام والأعيان . وهو الأستاذ على الإطلاق . والمشار إليه بالاتّفاق . اشتهرت تصانيفه في الأرض ، وأتت بالطول والعرض . . . وقد انتهت إليه رئاسة الحنفيّة بزمانه . ( ملخّصاً عن الفوائد البهيّة ) . معجم المطبوعات العربية : 1 / 635 . المتوفّى 791 : إنّ ما وقع بين الصحابة من المحاربات والمشاجرات على الوجه المسطور في كتب التواريخ ، والمذكور على ألسنة الثقات ، يدلّ بظاهره على أنّ بعضهم قد حادّ عن طريق الحقّ ، وبلغ حدّ الظلم والفسق ، وكان الباعث له الحقد والعناد ، والحسد واللِداد ، وطلب المُلك والرئاسة شرح المقاصد : 5 / 310 . .
&rlm أقول : نعم ، نشروا لواء الإسلام على أرجاء الآفاق جل الملك والرئاسة!!! وإنّا نستحيي عن موقف المؤلف ونعتذر من كرام القرّاء .
&rlm
لماذا نحترم الصحابة؟ و نكرمهم؟
&rlm إنّ احترامنا لهؤلاء وتكريمنا لهم إنّما هو لأجل كونهم أتباعاً لأهل البيت ، وسلوكهم مسلكهم ، فجعل هؤلاء في مقابل أهل البيت وعطفهم عليهم وجعل منهجهم قسيم منهج الصحابة والتابعين وأتباع التابعين ، كما فعله فى كتابه التفسير والمفسرون ، فهذا في غاية الفساد ونهاية البطلان .
&rlm وأمّا التابعون وأتباع التابعين ، فنجب أن نزنهم بنفس الميزان الذي نزن به صحابة رسول اللّه ( ص ) فمن كان منهم عاملاً لوصيّة رسول اللّه ( ص ) آخذاً بطريقته وتابعاً للأئمة الطاهرين من أهل بيته ( ع ) نحن نحترمهم ونقبل قولهم فيما رووا عن مثلهم عن الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً وجعلهم الرسول ( ص ) عدلاً لكتاب اللّه وعدّ قولهم أمناً من الضلال .
&rlm وأمّا من لم يكن كذلك ، لا نحترمه ولا نثق به ولا نعبأ بقوله ورواياته أيّاً من كان .
&rlm ولنذكر قصّة تابعيّ استضاء له الطريق ببركة أهل البيت ، لعلّ راقم التفسير يستيقظ من رقدته ويستبصر من عسوته ، هذا السيوطي يذكر في درّه المنثور : « وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابراهيم عن أبى حمزة الجزرى قال صنعت طعاماً فدعوت ناساً من أصحابنا منهم : سعيد بن جبير والضحّاك بن مزاحم فسأل فتى من قريش سعيد بن جبير رضى اللّه عنه ، فقال : يا أبا عبد اللّه كيف تقرأ هذا الحرف فإنّي إذا أتيت عليه تمنيّت إنّي لا أقرأ هذه السورة حتى إذا استيأس الرسل وظنّوا أنّهم قد كذّبوا؟
&rlm قال : نعم حتى إذا استيأس الرسل من قومهم أن يصدّقوهم وظنّ المرسل إليهم أنّ الرسل قد كذّبوا .
&rlm فقال الضحّاك رضى اللّه عنه : لو رحلت في هذه إلى اليمن لكان قليلاً » الدر المنثور : 4 / 41 ، جامع البيان للطبري : 13 / 109 ، أحكام القرآن للجصاص : 3 / 232 ، تفسير ابن كثير : 2 / 515 . .
&rlm ترى في هذه الرواية الرجل يتمنّى أن لو كان لا يقرء هذه السورة الشريفة لأجل الآية التي أساءت بزعم القوم إلى الأنبياء وإلى مكانة اصطفائهم ، وإذا بان سعيد بن الجبير على المعنى ، فاه الضحاك بما فاه ، فأراح الجمع وأثار الضحاك حتّى انفجر وتفوّه بما أبان عن ثورته وقد سخن كتبهم بما أساءت إلى الأنبياء حتّى ضاق المسلمون عن قرائة السورة .
&rlm وسعيد هذا ، عاش على مائدة السيّد السجاد ( ع ) ، لا يقاس بآل محمد صلى اللّه عليه وآله من هذه الأمّة أحدٌ ، ولا يُسَوّي بهم من جَرَتْ نعمتُهم عليه أبداً . هم أساسُ الدين ، وعِمادُ اليقين . إليهم يَفِي&rlmءُالغالي ، وبهم يُلْحَقُ التالي ، ولهم خصائصُ حقِّ الولاية ، وفيهم الوصيّةُ والوِراثةُ ، الآن إذ رجع الحقُّ إلى أهله ونُقِل إلى مُنْتَقَلِه » نهج البلاغة لمحمد عبده : 1 / 30 ، نهج البلاغة لصبحي الصالح : 47 ، الخطبة2 ، ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 1 / 139 ، ينابيع المودة : 3 / 449 . .
&rlm ياترى الدرر الكامنة فى هذا الصدف من كلام وليّ الحقّ في خطبته الثانية من نهج البلاغة وليستح من يرسل القلم مرخى العنان ، لا يبالي بما قال ولا بما يقول فيه المستيقظون المتتبعون .
&rlm
&rlm
&rlm
ملاحظات تفصيليّة
&rlm
&rlm
&rlm
الصحابة لايصدرون إلّا عن مصدر الوحي ولا ينطقون إلّا عن لسانه الناطق
&rlm قال الشيخ محمّد هادي معرفة في كتابه التفسير الأثري الجامع تحت عنوان : « تفسير الصحابي في مجال الاعتبار » :
&rlm « ولتفسير الصحابي قيمته الأغلى في مجال الاعتبار العلمي والعملي ، حيث هم أبواب علم النبي ( ص ) والطرق الموصلة إليه ، وقد ربّاهم وعلّمهم وفقّههم ليكونوا وسائط بينه وبين الناس ، ولينذروا قومهم إذا رجعوا اليهم . فكانوا لا يصدرون الناس إلّا عن مصدر الوحي الأمين ، ولا ينطقون إلّا عن لسانه الناطق بالحقّ المبين&rlm التفسير الأثري الجامع : 1 / 98 . .
&rlm
&rlm
عدم كون الصحابة أبواب علم النبي ( ص )
&rlm أقول : هذا الكلام باطل من وجوه :
&rlm 1 - إنّ قوله بأنّ الصحابة « حيث هم أبواب علم النبي ( ص ) والطرق الموصلة إليه » ، مخالف وتكذيب لكلام الرسول ( ص ) حيث انحصر باب علمه في علي بن أبي طالب ( ع ) قائلاً : « أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه » . ذكره الحاكم بعدّة طرق وصحّحها المستدرك : 3 / 126-127 . . وهكذا ذكره المتقي في كنز العمال مع القول بصحّته&rlm كنز العمال : 13 / 149 . ورواه الطبراني في المعجم الكبير : 11 / 55 . والخطيب في تاريخ بغداد : 3 / 181 ، 4 / 348 ، 7 / 172 ، 11 / 204 ، . وجار اللّه الزمخشري في الفايق في غريب الحديث : 2 / 16 ، جلال الدين السيوطي في الجامع الصغير : 1 / 415 ، و3 / 60 ، تاريخ الخلفاء للسيوطي : 170 والمُناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير : 1 / 49 ، وابن عبد البرّ ، في الاستيعاب : 3 / 1102 ، المزّي في تهذيب الكمال 20 / 485 ، السهمي في تاريخ جرجان : 24 ، والذهبي في تذكرة الحفّاظ : 4 / 28 ، ابن كثير في البداية والنهاية : 7 / 358 ، والهيثمي في مجمع الزوائد 9 / 114 ، العيني في عمدة القاري 7 / 631 ، وابن أثير في جامع الأصول : 8 / 657 رقم 6501 وأسد الغابة : 4 / 22 . .
&rlm وهكذا قوله ( ص ) لعلي : « أنت تبيّن لأمّتي ما اختلفوا فيه من بعدي » رواه الحاكم عن أنس بن مالك ثمّ عقّبه : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه&rlm المستدرك : 3 / 122 ، ويراجع أيضاً : تاريخ مدينة دمشق : 42 / 387 ، المناقب للخوارزمي : 329 . .
&rlm ونزول قوله تعالى « وتعيها أذن واعية » فيه ، كما ذكره الطبري والسيوطي والقرطبي وغيرهم&rlm جامع البيان : 29 / 69 ، ح 26955 ، الدر المنثور : 6 / 260 ( عن سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم وابن مردويه عن مكحول ، تفسير القرطبي : 18 / 264 ، تفسير الرازي : 30 / 107 ، تفسير ابن كثير : 4 / 413 ، روح المعاني : 29 / 3 . .
&rlm « وسؤال كبار الصّحابة له ورجوعهم إليه وعدم رجوعه إلى واحد من الصحابة كما صرّح النووي بقوله : « وسؤال كبار الصحابة ورجوعهم إلى فتاويه وأقواله في المواطن الكثيرة والمسائل المعضلات ، مشهور » تهذيب الأسماء واللغات : 1 / 317 ط . دار الفكر - بيروت . .
&rlm لم يجرؤ أحد من الصحابة أن يقول : سلوني غير على بن أبي طالب ( ع ) كما في رواية سعيد بن المسيب : « لم يكن أحد من الصحابة يقول : سلوني إلّا عليّ بن أبي طالب » فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل : 2 / 646 ، بتحقيق ط . وصي اللّه ، أسد الغابة : 4 / 22 ، تاريخ مدينة دمشق : 42 / 399 ، تاريخ الخلفاء للسيوطي : 135 ، تهذيب الأسماء واللغات : 1 / 317 . . وروى الحاكم روى عامر بن واثلة قال سمعت عليّاً رضي اللّه عنه قام فقال : « سلوني قبل أن تفقدوني ولن تسألوا بعدي مثلي . . . هذا حديث صحيح ، عال » المستدرك : 2 / 353 بتحقيق المرعشلي ، ( 2 / 383 ، بتحقيق مصطفى عبد القادر عطا ) السنن الواردة في الفتن لأبي عمرو عثمان بن سعيد المقرى&rlmء المتوفى 444 : 4 / 838 ، 6 / 1196 ، تهذيب الكمال : 17 / 335 ، تاريخ مدينة دمشق : 42 / 400 و397 . .
&rlm وقول ابن عباس : « أعطي علي تسعة أعشار العلم ، وواللّه لقد شاركهم في العشر الباقي » الاستيعاب : 11044 ، تهذيب الأسماء واللغات : 1 / 317 ، أسد الغابة : 4 / 22 ، تفسير الثعالبي : 1 / 52 . .
&rlm وهكذا عنه أيضاً : « إذا ثبت لنا الشئ عن علي لم نعدل عنه إلى غيره » الاستيعاب : 3 / 1104 ، أسد الغابة : 4 / 22 . تهذيب الأسماء واللغات : 1 / 344 - 346 - دار الكتب العلميّة - بيروت ( ط . دار الفكر : 1 / 317 ) . .
&rlm وقول عائشة : « عليّ أعلم الناس بالسنّة » الرياض النضرة : 2 / 193 . .
&rlm
&rlm
جهل الصحابة بسنّة الرسول ( ص )
&rlm 2 - وهكذا قوله في الصحابة بأنّ الرسول ( ص ) « قد ربّاهم وعلّمهم وفقّههم ليكونوا وسائط بينه وبين الناس » ، مضافاً إلى أنّه قول بلا دليل وأضغاث أحلام ملأ كتابه منها ؛ هو مخالف للواقع الذي ثبت عن الصحابة من عدم اعتنائهم بحديث الرسول ( ص ) وكلامه ؛ بل منعهم من تدوين حديث الرسول ( ص ) واشتغالهم من الحديث بالأمور الدنيّة الدنيويّة كما ورد ذلك بالأسانيد الصحيحة في مصادر أهل السنة وقد صرّح كبار علمائهم بجهل الصحابة بالكتاب والسنّة . وإليك بعض ما ذكر فى صحاحهم وسننهم ومسانيدهم :
&rlm
&rlm ألف : اشتغال الصحابة عن حديث رسولهم بالدنيا الفانية :
&rlm روى البخاري بإسناده عن أبي هريرة قال : « إنّ إخواننا من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالاسواق وإنّ إخواننا من الأنصار كان يشغلهم العمل في أموالهم وان أبا هريرة كان يلزم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بشبع بطنه ويحضر ما لا يحضرون ويحفظ ما لا يحفظون&rlm صحيح البخارى : 1 / 37 ، كتاب العلم ، باب حفظ العلم ، و3 / 2 أوّل كتاب البيوع ، و3 / 74 ، آخر كتاب الوكالة . و8 / 158 ، صحيح مسلم : 7 / 166 . .
&rlm
&rlm ب : اشتغال عائشة عن الأحاديث بالمرآة والمكحلة :
&rlm روى الحاكم عن خالد بن سعيد ابن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه عن عائشة أنّها دعت أبا هريرة ، فقالت له : يا أبا هريرة ما هذه الأحاديث التي تبلغنا أنّك تحدّث بها عن النبي صلى الله عليه وآله هل سمعت إلّا ما سمعنا؟ وهل رأيت إلّا ما رأينا؟ قال : يا أمّاه! إنّه كان يشغلك عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله المرآة والمكحلة ، والتصّنع لرسول الله صلى الله عليه وآله وإنّي واللّه ماكان يشغلني عنه شئ . هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه . ووافقه الذهبي&rlm المستدرك : 3 / 509 ، الحدّ الفاصل للرامهرمزي : 555 . .
&rlm روى الذهبي عن عائشة ؛ قالت له : أكثرت يا أبا هريرة عن رسول اللّه ! قال : إي واللّه يا أمّاه ؛ ما كانت تشغلني عنه المرآة ، ولا المكحلة ، ولا الدهن . قالت : لعلّه&rlm سير أعلام النبلاء : 2 / 604 ، قال محققه : رجاله ثقات . .
&rlm
&rlm ج : عدم كون حديثهم استماعاً عن الرسول ( ص ) :
&rlm لم تكن الصحابة كلّما يحدّث عن الرسول ( ص ) كان سماعاً عنه ؛ بل سمعوه عن مثلهم ثمّ ينسبونه إلى الرسول ( ص ) كما روى الطبراني وغيره عن حميد قال : كنّا مع أنس بن مالك ، فقال : واللّه ماكلّ ما نحدّثكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعناه منه ، ولكن لم يكن يكذب بعضنا بعضاً . رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح&rlm&rlmسير أعلام النبلاء : 2 / 604 ، قال محققه : رجاله ثقات . &rlm مجمع الزوائد : 1 / 153 ، الكفاية للخطيب : 424 ، المعجم الكبير : 1 / 246 . .
&rlm وعن البراء قال : ما كلّ الحديث سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحدثنا اصحابه عنه ، كانت تشغلنا عنه رعية الابل .
&rlm رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح&rlm مجمع الزوائد : 1 / 153 . .
&rlm روى الحاكم عن البراء : قال : ليس كلّنا سمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت لنا ضيعة واشغال ، ولكن كالناس كانوا لا يكذبون يومئذ ، ويحدث الشاهد الغائب . قال الحاكم : صحيح على شرطهما ، ولم يخرجاه ، وأقرّه الذهبي&rlm المستدرك : 1 / 127 ، الكفاية للخطيب : 424 . .
&rlm هذا كلّه تدليس وقد شهدوا بكونه كذباً كما نقل الشافعي عن شعبة بن الحجاج أنّه قال : التدليس أخو الكذب . . . وقال غندر عنه أيضا : التدليس في الحديث أشد من الزنا الكفاية في علم الدراية : 393 بتحقيق أحمد عمر هاشم . فتح المغيث للسخاوي : 1 / 177 ، أسباب ردّ الحديث للبكّار : 90 . .
&rlm وهذايوجب سقوط أحاديثهم عن الحجيّة ؛ مضافاً إلى ما وضعوه من حديث « إنّا معاشر الأنبياء لا نورث » مضافاً إلى أنّه من منفردات أبي بكر ، وشهادة بعض كبارهم على بطلانه&rlm كما ذكر ابن عدي عن عبدان قال : قلت لابن خراش : حديث ما تركنا صدقة ؟ قال : باطل ، قلت : من تتّهم في هذا الإسناد رواها الزهري وابوالزبير وعكرمة بن خالد عن مالك بن أوس بن الحدثان ، أتتّهم هؤلاء؟ قال : إنّما أتّهم مالك بن أوس . الكامل : 4 / 321 . وراجع أيضاً : تذكرة الحفاظ : 2 / 684 . سير أعلام النبلاء : 13 / 510 ، لسان الميزان : 3 / 44 . قد وضعوه لهضم حقوق أهل البيت دعماً لأساس حكمهم وخلوّ يد المرتضى عن أيّ مال ليبذلوا ويقوى ضدّ الحكومة .
&rlm أولم ينكثوا هؤلاء بيعة الغدير وخالفوا قول اللّه تعالي ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ&rlmو وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَكِعُونَ ) المائدة : 5 / 55 .
&rlm . وهكذا قوله تعالى ( مَّآ أَفَآءَ اللَّهُ عَلَى&rlm رَسُولِهِ&rlmى مِنْ أَهْلِ الْقُرَى&rlm فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِى الْقُرْبَى&rlm ) الحشر : 59 / 7 . .
&rlm أولم يستأثروا بالفى&rlmء وزوّروه عن ولاية ذي القربى لكى يكون دولة بين الأغنياء منهم نقضاً لميثاق الكتاب؟
&rlm ألم يوصهم النبي ( ص ) بالتمسّك بالثقلين كى لا يضلّوا؟
&rlm ألم يأمرهم النبي ( ص ) أن لا يتقدّموا على أهل بيته فإنّهم أعلم منهم؟
&rlm وما هي إلّا حادثة أنبأهم اللّه تعالى بها قبل موت نبيّه ( ص ) ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى&rlm أَعْقَبِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى&rlm عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيًْا ) آل عمران : 3 / 144 . .
&rlm ويؤيّده : ما ورد عنهم من وجود من يكذب على الرسول من الصحابة ، كما في قول علي ( ع ) : « وقد كذب على رسول اللّه ( ص ) على عهده حتى قام خطيباً فقال : أيّها الناس قد كثرت عليّ الكذّابة فمن كذب عليّ متعمّداً فليتبوّء مقعده من النار ، ثمّ كذب عليه من بعده » الكافي : 1 / 62 . .
&rlm
&rlm ورواه العامّة في صحاحهم كما في صحيح البخاري عن أبي هريرة عن النبي ( ص ) قال : « من كذب علي متعمّداً فليتبوّأ مقعده من النار » صحيح البخارى : 1 / 36 ، كتاب العلم ، باب إثم من كذب على النبي صلى الله عليه وسلم . .
&rlm وعن المغيرة كما فى صحيح البخاري : 2 / 79 ، كتاب الجنائز ، باب ما يكره من النياحة على الميت . ، وعن عبد اللّه بن عمر كما فى صحيح البخاري : 4 / 145 ، كتاب بدء الخلق ، باب ما ذكر عن بني إسرائيل . . ورواه مسلم في موارد من صحيحه&rlm صحيح مسلم : 1 / 8 ، 8 / 229 ، و . . . .
&rlm بل هذه الرواية من المتوترات عندهم كما قال الكتاني : وفي كتاب مسلم الثبوت في أصول الفقه للشيخ محب اللّه بن عبد الشكور في الكلام في المتواتر ما نصّه : المتواتر من الحديث قيل لا يوجد ، وقال ابن الصلاح : إلّا أن يدّعي في حديث من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار فإنّ رواته أزيد من مائة صحابي وفيهم العشرة المبشرة صحيح مسلم : 1 / 8 ، 8 / 229 ، و . . . &rlm نظم المتناثر من الحديث المتواتر للشيخ محمد جعفر الكتاني : 19 . .
&rlm
&rlm د : اعتراف عمر باشتغاله بالصفق بالأسواق :
&rlm روى البخاري عن عبيد بن عمير انّ أبا موسى الاشعري استأذن على عمر بن الخطاب رضى الله عنه فلم يؤذن له وكأنّه كان مشغولاً فرجع أبو موسى ففرغ عمر فقال : ألم تسمع صوت عبد اللّه بن قيس ائذنوا له ، قيل : قد رجع فدعاه ، فقال : كنّا نؤمر بذلك .
&rlm فقال : تأتينّي على ذلك بالبيّنة فانطلق إلى مجلس الأنصار فسألهم ، فقالوا : لا يشهد لك على هذا إلّا أصغرنا أبو سعيد الخُدرى ، فذهب بأبى سعيد الخدرى ، فقال عمر : أخفى عليّ من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ألهانى الصفق بالأسواق يعنى الخروج إلى تجارة صحيح البخارى : 3 / 6 ، ( 2 / 727 ح&rlm1956 ) كتاب البيوع ، باب الخروج في التجارة . .
&rlm وفي رواية مسلم : قال : استاذنت كما سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وآله قال : فو اللّه لأوجعنّ ظهرك وبطنك ، أو لتأتينّ بمن يشهد لك على هذا صحيح مسلم : 6 / 178 ، ( 4 / 361 ح&rlm36 ) كتاب الآداب ، باب الاستئذان . .
&rlm قال ابن حجر : وفي رواية أبي نضرة والا جعلتك عظة فتح الباري : 11 / 23 .
&rlm .
&rlm ه' : عدم قبول الصحابة قول مثله فى الرواية عن النبي ( ص ) :
&rlm قد مرّ في رواية البخاري ومسلم بأنّ عمر بن الخطاب لم يقبل قول أبي موسى الأشعري عن النبي ( ص ) بأنّ الاستيذان ثلاثة حتى جاء بالبيّنة فخلص عن تهديد الخليفة ، بحيث قال أبي بن كعب : يا ابن الخطاب فلا تكوننّ عذاباً على أصحاب رسول الله صلى اللّه عليه وآله ، قال : سبحان اللّه إنّما سمعت شيئاً فأحببت أن أتثبت&rlm صحيح مسلم : 6 / 179 ، فيض القدير شرح الجامع الصغير : 3 / 228 . .
&rlm
&rlm و : استحلاف على بن ابيطالب ( ع ) كل من يروي عن الرسول ( ص ) :
&rlm روى أبو داود في سننه عن مسدد ، ثنا أبو عوانة ، عن عثمان بن المغيرة الثقفى ، عن على بن ربيعة الاسدي ، عن أسماء بن الحكم الفزارى قال : سمعت عليا رضى الله عنه يقول : « كنت رجلاً إذا سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حديثاً نفعني اللّه منه بما شاء أن ينفعني ، وإذا حدّثنى أحد من أصحابه استحلفته فإذا حلف لي صدّقته . . . » سنن أبي داود : 1 / 340 ، سنن الترمذي : 1 / 253 ، 4 / 296 ، السنن الكبرى للنسائي : 6 / 110 و315 ، مسند أبي يعلى : 1 / 23 ، صحيح ابن حبان : 2 / 390 ، موارد الظمآن للهيثمي : 608 ،
&rlm معاني القرآن للنحاس : 1 / 478 ، تهذيب الكمال : 2 / 533 ، سير أعلام النبلاء : 1 / 73 ، تهذيب التهذيب : 1 / 234 .
&rlm . .
&rlm التحريف في الحديث حفاظاً على الصحابة :
&rlm وروى أحمد بن حنبل وغيره أيضاً عن أسماء بن الحكم الفزاري ، وفيه : « وإذا حدّثني غيره استحلفته فإذا حلف لي صدقته » . وبدّلوا « و إذا حدّثني أحد من أصحابه » إلى « وإذا حدّثني غيره » حفاظاً على مقام الصحابة مسند أحمد : 1 / 2 ، 10 ، سنن ابن ماجة : 1 / 446 ، 4 / 296 ، مسند أبي داود الطيالسي : 2 ، مسند الحميدي : 1 / 2 ، 4 ، المصنف لابن أبي شيبة الكوفي : 2 / 280 ، تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة : 42 ، المعجم الأوسط للطبراني : 1 / 185 ، معرفة علوم الحديث للحاكم : 12 ، جامع البيان لإبن جرير الطبري : 4 / 128 ، أسد الغابة : 3 / 223 ، المبسوط للسرخسي : 10 / 167 ، تفسير ابن كثير : 1 / 415 ، 2 / 478 . .
&rlm
&rlm مذهب جميع الصحابة :
&rlm قال الخطيب : وهكذا اشتهر الحديث عن عليّ بن أبي طالب أنّه قال : « ما حدّثني أحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلّا استحلفته » .
&rlm وهذا ممّا يدلّ على أنّ عليّاً لم يكن يبني على وثاقة الصحابة وكان الأصل لديه عدم الوثوق بهم إلّا مثل سلمان وأبي&rlmذر وعمّار والمقداد ومن خالف بيعة السقيفة وثبت على ميثاق الكتاب وعهد النبي ( ص ) ولم يبدّل ولم يتغىّ ولم ينكث .
&rlm وكذلك غيره من الصحابة روى عنهم أنّهم ردّوا أخباراً رويت لهم ورواتها ظاهرهم الإسلام فلم يطعن عليهم في ذلك الفعل ولا خولفوا فيه فدلّ على أنّه مذهب لجميعهم ؛ إذ لو كان فيهم من يذهب إلى خلافه لوجب بمستقر العادة نقل قوله إلينا الكفاية في علم الرواية : 105 . .
&rlm
&rlm
بطلان القول بعصمة الصحابة وعدالة جميعهم
&rlm 3 - وأمّا قوله بأنّ الصحابة « لا يصدرون الناس إلّا عن مصدر الوحي الأمين ، ولا ينطقون إلّا عن لسانه الناطق بالحقّ المبين » التفسير الأثري الجامع : 1 / 98 . .
&rlm وهكذا قوله : « كان أعيان الصحابة كثرة منتشرين في البلاد كنجوم السماء ، ومصابيح الدجى وأعلام الهدى » التفسير الأثري الجامع : 1 / 106 . . وكذا ما عبّر عن الصحابة : « وإنّما يحدّثك صادق مصدّق فيما وعى وأخبر ورعى » التفسير الأثري الجامع : 1 / 104 . .
&rlm أو قوله : « فالصحيح هو الاعتبار بقول الصحابي في التفسير ، سواء في درايته أم في روايته ، وأنّه أحد المنابع الأصل في التفسير التفسير الأثري الجامع : 1 / 105 . .
&rlm فهذه الكلمات مضافاً إلى أنّها تثبت العصمة في الصحابة ولم يقل بها ذو شعور من الفريقين حتى في خيار الصحابة ، هي بعينها عقيدة أهل السنّة والجماعة حيث رفضوا أهل بيت رسول اللّه الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وجعلهم في حديث الثقلين عدلاً للقرآن وذهبوا إلى أنّ الصحابي حجيّته حجيّة المعصومين ولكن تحت غطاء وشعار عدالة الصحابة فقالوا : « كلّهم عدول لا يتطرّق إليهم الجرح » كما صرّح بذلك ابن الأثير أسد الغابة في معرفة الصحابة : 1 / 3 . ، وحكموا بأنّه « ثبتت عدالة جميعهم ، لإجماع أهل الحق من المسلمين وهم أهل السنة والجماعة » كما صرّح ابن عبد البرّ الإستيعاب في معرفة الأصحاب : 1 / 8 . وفي الطبعة الحديثة ، بتحقيق الشيخ على محمد معوض وأحمد عادل عبد الموجود : 1 / 129 . .
&rlm وذلك ، لأنّ أخذ معالم الدين عندهم يختصّ بالصحابة بحيث يعدّون جرحهم إبطال الكتاب والسنّة ويسمّون الجارج زنديقاً ، كما صرّح بذلك أبو زرعة بقوله : إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فاعلم أنّه زنديق ، وذلك أنّ الرسول صلى اللّه عليه وسلم عندنا حقّ ، والقرآن حقّ ، وإنّما أدّى إلينا هذا القرآن والسنن ، أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وإنّما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنّة والجرح بهم أولى وهم زنادقة الكفاية في علم الرواية : 67 . .
&rlm ولا شكّ بأنّ ذلك مخالف للكتاب حيث طعن في جملة من أصناف الصحابة بالانقلاب على الأعقاب والفرار من الزحف وكشف عن وجود الذين فى قلوبهم مرض منذ أوائل العبثة في سورة المدثر وغيرها من السور حول الصحابة .
&rlm وهكذا مخالف للسنّة التي رووها فى البخاري ومسلم وغيرهما من حديث الحوض والفتن وما صرّح به بعض أكابر علماء أهل السنّة
&rlm كما ذكره سعد الدين التفتازاني&rlm قال ابن حجر : تقدّم في الفنون واشتهر بذلك ، وطار صيته وانتفع الناس بتصانيفه . . . وانتهت إليه معرفة العلوم بالمشرق ، مات بسمرقند سنة إحدى وتسعين وسبعمائة . بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة : 2 / 285 ، والدررالكامنة : 4 / 350 . راجع : شذرات الذهب : 6 / 319 ، والبدر الطائع : 2 / 303 .
&rlm قال اليان سركيس : كان من محاسن الزمان ، لم تر العيون مثله في الأعلام والأعيان . وهو الأستاذ على الإطلاق . والمشار إليه بالاتّفاق . اشتهرت تصانيفه في الأرض ، وأتت بالطول والعرض . . . وقد انتهت إليه رئاسة الحنفيّة بزمانه . ( ملخّصاً عن الفوائد البهيّة ) . معجم المطبوعات العربية : 1 / 635 . المتوفّى 791 فيما جرى بين الصحابة من الظلم والفسق والانحراف عن طريق الحق :
&rlm وإليك نص عبارته : « إنّ ما وقع بين الصحابة من المحاربات والمشاجرات على الوجه المسطور في كتب التواريخ ، والمذكور على ألسنة الثقات ، يدلّ بظاهره على أنّ بعضهم قد حادّ عن طريق الحقّ ، وبلغ حدّ الظلم والفسق ، وكان الباعث له الحقد والعناد ، والحسد واللداد ، وطلب الملك والرئاسة شرح المقاصد : 5 / 310 . .
&rlm ثمّ قال : ليس كلّ من لقي النبي بالخير موسوماً ، إلّا أنّ العلماء لحسن ظنّهم بأصحاب رسول اللّه ، ذكروا لها محامل ، وتأويلات بها تليق ، وذهبوا إلى أنّهم محدودون عمّا يوجب التضليل والتفسيق ، صوناً لعقائد المسلمين عن الزلل والضلالة في حقّ كبار الصحابة ، سيّما المهاجرين منهم والأنصار ، والمبشّرين بالثواب في دار القرار شرح المقاصد : 5 / 310 . .
&rlm وهكذا ما ذكره ابن حزم ( المتوفى 456 ) قد وثّقه الذهبي قائلاً : ابن حزم ، الإمام الأوحد ، البحر ، ذو الفنون والمعارف . . . ورزق ذكاء مفرطاً ، وذهناً سيّالاً ، وكتباً نفيسة كثيرة . . . فإنّه رأس في علوم الاسلام ، متبحّر في النقل ، عديم النظير . سير أعلام النبلاء : 18 / 184 .
&rlm وشهد له بالصدق والأمانة والديانة والحشمة والسؤدد كما في العبر : 3 / 239 .
&rlm قال الشيخ عزّ الدين بن عبد السلام : وكان أحد المجتهدين ، ما رأيت في كتب الإسلام في العلم مثل المحلّى لابن حزم ، قال الذهبي بعد نقله هذا : لقد صدق الشيخ عز الدين . سير أعلام النبلاء : 18 / 193 . وقريب من هذا عن السيوطي في طبقات الحفّاظ : 436 .
&rlm قال الزركلي : ابن حزم : عالم الأندلس في عصره ، وأحد أئمّة الإسلام ، كان في الأندلس خلق كثير ينتسبون إلى مذهبه ، يقال لهم « الحزمّية » . الأعلام : 4 / 254 . بقوله : فمن المحال أن يأمر النبي صلى اللّه عليه وسلم باتّباع كلّ قائل من الصحابة رضي اللّه عنهم ، وفيهم من يحلّل الشي وغيره منهم يحرّمه - إلى أن قال - : وقد كان الصحابة يقولون بآرائهم في عصره ( ص ) فيبلغه ذلك فيصوب المصيب ويخطي المخطى ، فذلك بعد موته أفشى وأكثر ، ثمّ ذكر موارد متعدّدة ممّا أفتى به الصحابة فأنكره رسول اللّه&rlm الإحكام في أصول الأحكام بتحقيق أحمد شاكر : 6 / 810 وراجع أيضاً : 5 / 642 ، و6 / 806 ، و813 ، و816 . .
&rlm وتنكره أيضاً ضرورة الإماميّة ويكذّبه واقع التاريخ الإسلامي وسيأتي التفصيل فيهما إن شاء اللّه .
&rlm
&rlm
جهل الصحابة بحقائق القرآن
&rlm أمّا قوله : « إنّما كانت قيمة تفسير الصحابي لمكان قربه من رسول اللّه ( ص ) وموضع عنايته البالغة بشأن تعليمه وتربيته ، وكونه أقرب عهداً بمواقع نزول القرآن ، وأعرف بأهدافه ومقاصده ومراميه » التفسير الأثري الجامع : 1 / 101 . .
&rlm أقول : ولعلّ الشيخ معرفة تناسى أنّ للقرآن أمّ الكتاب ، واللوح المحفوظ والكتاب المكنون الذي لا يمسّه إلّا المطهّرون ، كما صرّح العلّامة الطباطبائي بقوله : إنّ للقرآن موقعاً هو في الكتاب المكنون لا يمسّه هناك أحد إلّا المطهّرون من عباد اللّه . . . فله موقع في كتاب مكنون عن الأغيار وهو الذي عبّر عنه في آيات الزخرف ، ب' « أمّ الكتاب » وفي سورة البروج ، ب' « اللوح المحفوظ » تفسير الميزان : 2 / 17 . .
&rlm وقال في موضع آخر : ما ورد في قوله تعالى : ( لا يمسه إلا المطهرون ) الواقعة : 79 ، من الاستدلال به على أنّ علم الكتاب عند المطهّرين من أهل البيت&rlm تفسير الميزان : 2 / 217 . .
&rlm وفي موضع ثالث : ثمّ إنّه تعالى قال : ( إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون ) الواقعة : 79 . . ولا شبهة في ظهور الآيات في أنّ المطهّرين من عباد اللّه هم يمسّون القرآن الكريم الذي في الكتاب المكنون والمحفوظ من التغيّر ، ومن التغير : تصرّف الأذهان بالورود عليه والصدور منه ، وليس هذا المسّ إلّا نيل الفهم والعلم ومن المعلوم أيضاً أنّ الكتاب المكنون هذا ، هو أمّ الكتاب المدلول عليه بقوله ( يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) وهو المذكور في قوله ( وإنه في ام الكتاب لدينا لعلى حكيم ) .
&rlm وهؤلاء قوم نزلت الطهارة في قلوبهم وليس ينزلها إلّا اللّه سبحانه فإنّه تعالى لم يذكرها إلّا كذلك أي منسوبة إلى نفسه كقوله تعالى ( إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً ) الاحزاب&rlm تفسير الميزان : 3 / 54 . . - إلى أن قال : - فقد ظهر أنّ هؤلاء المطهرين راسخون في العلم هذا تفسير الميزان : 3 / 55 . .
&rlm وفي موضع رابع : فالكتاب المبين أيّاً ما كان ، هو شئ غير هذه الخارجيّات من الأشياء بنحو من المغايرة ، وهو يتقدّمها ثم يبقى بعد فنائها وانقضائها كالبرنامجات المكتوبة للاعمال التى تشتمل على مشخصات الأعمال قبل وقوعها ثمّ تحفظ المشخصات المذكورة بعد الوقوع&rlm تفسير الميزان : 7 / 127 . .
&rlm إلى أن قال : ومن هنا يتبين للمتدبر الفطن أن الكتاب المبين - في عين أنه كتاب محض - ليس من قبيل الالواح والاوراق الجسمانية فإن الصحيفة الجسمانية أيا ما فرضت وكيفما قدرت لا تحتمل أن يكتب فيها تاريخ نفسه فيما لا يزال فضلا عن غيره فضلا عن كل شئ في مدى الأبد تفسير الميزان : 7 / 128 . .
&rlm وقال أيضاً عند تفسير قوله تعالى ( لا يمسّه إلّا المطهّرون ) :
&rlm والكلام على أيّ حال مسوق لتعظيم أمر القرآن وتجليله فمسّه هو العلم به وهو في الكتاب المكنون كما يشير إليه قوله : ( إنّا جعلناه قرآناً عربيّاً لعلكم تعقلون وأنّه في أمّ الكتاب لدينا لعلي حكيم ) الزخرف : 4 . .
&rlm والمطهرون - اسم مفعول من التطهير - هم الذين طهر الله تعالى نفوسهم من أرجاس المعاصي وقذارات الذنوب أو مما هو أعظم من ذلك وأدق وهو تطهير قلوبهم من التعلق بغيره تعالى ، وهذا المعنى من التطهير هو المناسب للمس الذي هو العلم دون الطهارة من الخبث أو الحدث كما هو ظاهر .
&rlm فالمطهّرون هم الذين أكرمهم الله تعالى بتطهير نفوسهم كالملائكة الكرام والذين طهّرهم اللّه من البشر ، قال تعالى : ( إنّما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً ) الاحزاب : 33 ، تفسير الميزان : 19 / 137 . .
&rlm
&rlm هناك عدّة وقفات وأسألة :
&rlm فهل للصحابي نصيب من هذا العلم ولو بلغ ما بلغ من العلم ، ومعرفة بأهدافه ومقاصده ولو كان أقرب عهداً بمواقع نزول القرآن .
&rlm ولوكان الصحابة يعرفون ذلك فما هذا الاختلاف في الحكم بينهم والبدع التي صدرت عنهم والتشاجر الذي جرى بينهم .
&rlm هل هذا النزاع والقتال الواقع بينهم والسيوف الشاهرة منهم أمام الإمام علي بن أبي طالب أخذت من معرفتهم بأهداف القرآن مقاصده؟
&rlm هل الذين أباحوا قتل أمير المؤمنين وسبّه وشتمه ، لا ينطقون إلّا بلسان النبي الناطق بالحقّ .
&rlm هل الذين لم يبايعوه أو بايعوا ونكثو بيعته أو قعدوا عن نصرته ، من الذين ربّاهم النبي ( ص ) ليصبحوا مراجع للناس .
&rlm هل الذين بايعوا معاوية و بعده يزيد بن معاوية شارب الخمر ومنكر رسالة النبي ( ص ) ؛ أو شيّدوا أساس حكمه بعد ما ظهر منه من الجناية عديمة النظير وبعد أن زعزعت ثورة أهل المدينة أركان عرشه .
&rlm كما ورد في البخاري : لمّا خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال إنّي سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة وإنّا قد بايعنا هذا الرجل على بَيْعِ اللّه ورسوله وإنّي لا أعلم غدراً أعظم من أن يُبايَع رجلٌ على بَيْع اللّه ورسوله ، ثمّ ينصب له القتال وإنّي لا أعلم أحداً منكم خلعَه ولا بايع في هذا الأمر إلّا كانت الفَيْصَلَ بيني وبينه » صحيح البخارى : 8 / 99 ، رقم ( 7111 ) كتاب الفتن ، باب إذا قال عند قوم شيئاً ثمّ خرج فقال بخلافه أخرجه مسلم برقم 1735 مختصراً . .
&rlm أو لم يكن أبو سعيد الخدري من كبار الصحابة القائل : غلبني الحسين بن علي على الخروج وقد قلت له : اتّق اللّه في نفسك وألزم بيتك فلا تخرج على إمامك&rlm تاريخ مدينة دمشق : 14 / 208 ، تهذيب الكمال : 6 / 417 ، البداية والنهاية : 8 / 176 . .
&rlm أولم يكن حذيفة بن اليمان من الصحابة الراوي عن الرسول ( ص ) : « يكون بعدي أئمّة لا يهتدون بهداي ولا يستنّون بسنّتي ، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جُثمان أنس . قلت : كيف أصنع يا رسول اللّه ! إن أدركت ذلك ؟ قال : تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع » صحيح مسلم : 6 / 20 ، كتاب الأمارة باب الأمر بلزوم الجماعة ، ح 51 فتح الباري : 13 / 31 . .
&rlm أو لم يحدّث سويد بن غفلة عن عمر بن الخطاب قائلاً : « فأطع الإمام وإن كان عبداً حبشيّاً ، إن ضربك فاصبر ، وإن أمرك بأمر فاصبر ، وإن حرَمَك فاصبر ، وإن ظلمك فاصبر ، وإن أمرك بأمر ينقص دينك فقل : سمع وطاعة ، دمي دون ديني » سنن البيهقي : 8 / 159 ، المصنف لابن أبي شيبة : 7 / 737 ، كنز العمال : 5 / 778 ، الدر المنثور : 2 / 177 . .
&rlm هل يعدّ هؤلاء نجوم السماء ومصابيح الدجى وأعلام الهدى؟!
&rlm هل هذه الروايات المخالفة لروح الدين الاسلامي والعدالة الإسلاميّة ، سنّة مشروعة وبهؤلاء ازدهرت معالم الدين وانتشرت تعاليم الإسلام؟!! راجع التفسير الأثري الجامع : 1 / 106 ، التفسير والمفسّرون : 1 / 315 . .
&rlm قال الأميني بعد نقل هذه الروايات : فما عذر عائشة وطلحة والزبير ومن تبعهم من الناكثين والمارقين في الخروج على مولانا أمير المؤمنين ؟ هبه صلوات اللّه عليه آوى قتلة عثمان ، وعطل الحدود « معاذ اللّه » فأين العمل بهذه الأحاديث التي أخذتها الأمة المسكينة سنة ثابتة مشروعة : أنا لا أدري&rlm الغدير : 7 / 139 . .
&rlm أولم يكن هذا القول في الصحابة والتابعين هو قول النصارى في أساقفتهم كما صرّح بذلك ابن حزم بقوله : « وأمّا قولهم : إنّ الصحابة رضي اللّه عنهم شهدوا الوحي فهم أعلم به ، فإنّه يلزمهم على هذا أنّ التابعين شهدوا الصحابة ، فهم أعلم بهم ، فيجب تقليد التابعين . وهكذا قرناً فقرناً ، حتّى يبلغ الأمر إلينا فيجب تقليدنا ، وهذه صفة دين النصارى في اتّباعهم أساقفتهم ، وليست صفة ديننا والحمد للّه ربّ العالمين » الإحكام في أصول الأحكام : 6 / 816 ، بتحقيق أحمد شاكر وطبعة دار الجيل بتحقيق لجنة من العلماء : 6 / 250 ، من المجلد الثاني . .
&rlm مضافاً إلى أنّ الصحابة لا يرون لأنفسهم ما أثبت الشيخ معرفة وبعض الافراطييّن من أهل السنّة لهم .
&rlm أولم يكن هذا الكلام في الأصحاب مخالفاً لمايرون فى أنفسهم؟!
&rlm كما قال الدكتور طه حسين المتوفى 1393 قال الزركلي فيه : من كبار المحاضرين ، جدّد مناهج ، وأحدث ضجّة في عالم الأدب العربي . الأعلام : 3 / 231 . : ولا نرى في أصحاب النبي ما لم يكونوا يرون في أنفسهم ، فهم كانوا يرون أنّهم بشر فيتعرّضون لما يتعرّض له غيرهم من الخطايا والآثام ، وهم تقاذفوا التهم الخطيرة ، وكان منهم فريق تراموا بالكفر والفسوق . . . والذين ناصروا عثمان من أصحاب النبي كانوا يرون أنّ خصومهم قد خرجوا على الدين وخالفوا عن أمره ، وهم جميعاً من أجل ذلك قد استحلّوا أن يقاتل بعضهم بعضاً ، وقاتل بعضهم بعضاً بالفعل يوم الجمل ويوم صفّين . . . وإذا دفع أصحاب النبي أنفسهم إلى هذا الخلاف ، وتراموا بالكبائر وقاتل بعضهم بعضاً في سبيل اللّه ، فما ينبغى أن يكون رأينا فيهم أحسن من رأيهم في أنفسهم ، وما ينبغى أن نذهب مذهب الذين يكذّبون أكثر الأخبار التي نقلت إلينا ما كان بينهم من فتنة واختلاف .
&rlm فنحن إن فعلنا ذلك لم نزد عن أن نكذّب التاريخ الإسلامي كلّه ، منذ بعث النبي ، لأنّ الذين رووا أخبار هذه الفتن ، هم أنفسهم الذين رووا أخبار الفتح وأخبار المغازى وسيرة النبي والخلفاء ، فما ينبغى أن نصدّقهم حين يروون ما يروقنا ، وأن نكذّبهم حين يروون ما لا يعجبنا ، وما ينبغى أن نصدّق بعض التاريخ ونكذّب بعضه الآخر ، لا لشئ إلا لأنّ بعضه يرضينا وبعضه يؤذينا الفتنة الكبرى ( عثمان ) : 170 - 173 . .
&rlm وقال الدكتور أحمد أمين المتوفى 1373 قال الزركلي فيه : عالم بالأدب ، غزير الاطّلاع على التاريخ ، من كبار الكتاب . . . وكان من أعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق ، ومجمع اللغة بالقاهرة ، والمجمع العلمي العراقي ببغداد ، ومنحته جامعة القاهرةسنة 48 ) لقب ( دكتور ) فخرى ، وهو من أكثر كتّاب مصر تصنيفاً وإفاضة . ومن أعماله : إشرافه على لجنة التأليف والترجمة والنشر ، مدّة ثلاثين سنة وكان رئيساً لها . ومن تآليفه : فجر الإسلام وضحى الإسلام وظهر الإسلام ويوم الإسلام ، وزعماء الإصلاح في العصر الحديث . الأعلام : 1 / 101 . وراجع أيضاً : معجم المؤلفين : 1 / 168 . : « إنّا رأينا الصحابة أنفسهم ينقد بعضهم بعضاً ، بل يلعن بعضهم بعضاً ، ولو كانت الصحابة عند نفسها بالمنزلة التى لا يصحّ فيها نقد ، ولا لعن ، لعلمت ذلك من حال نفسها ، لأنّهم أعرف بمحلّهم من عوام أهل دهرنا ، وهذا طلحة والزبير وعائشة ومن كان معهم وفي جانبهم ، لم يروا أن يمسكوا عن عليّ ، وهذا معاوية وعمرو بن العاص لم يقصرا دون ضربه وضرب أصحابه بالسيف ، وكالذي روى عن عمر من أنّه طعن في رواية أبى هريرة وشتم خالد بن الوليد وحكم بفسقه . . . وقلّ أن يكون في الصحابة من سلم من لسانه أو يده ، إلى كثير من أمثال ذلك ممّا رواه التاريخ .
&rlm وكان التابعون يسلكون بالصحابة هذا المسلك ويقولون في العصاة منهم هذا القول ، وإنّما اتّخذهم العامّة أرباباً بعد ذلك .
&rlm والصحابة قوم من الناس ، لهم ما للناس وعليهم ما عليهم . من أساء ذمّمناه ، ومن أحسن منهم حمدناه ، وليس لهم على غيرهم كبير فضل إلّا بمشاهدة الرسول ومعاصرته لا غير ؛ بل ربما كانت ذنوبهم أفحش من ذنوب غيرهم ، لأنّهم شاهدوا الأعلام والمعجزات ، فمعاصينا أخفّ لأنّنا أعذر » ضحى الإسلام : 3 / 75 . .
&rlm وقال محمد ناصر الدين الألباني المعاصر : كيف يسوغ لنا أن نتصوّر أنّ النبيّ صلى اللّه عليه وآله يجيز لنا أن نقتدي بكلّ رجل من الصحابة ، مع أنّ فيهم العالم والمتوسّط في العلم ومن هو دون ذلك وكان فيه مثلاً من يرى أنّ البَرد لا يفطر الصائم بأكله&rlm سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة : 1 / 82 . .
&rlm وقريب من ذلك عن الشوكاني المتوفى 1255 إرشاد الفحول : 158 .
&rlm قال الزركلي : محمد بن على بن محمد الشوكاني : فقيه ، مجتهد ، من كبار علماء اليمن ، من أهل صنعاء ، ولد بهجرة شوكان ، من بلاد خولان باليمن ، ونشأ بصنعاء وولي قضاءها سنة 1229 ومات حاكماً بها ، وكان يرى تحريم التقليد ، له 114 مؤلّفاً ، منها : نيل الأوطار ، والبدر الطالع ، . . . وفتح القدير في التفسير ، والسيل الجرّار . . . . الأعلام : 6 / 298 . والشيخ محمود أبو ريّة المتوفى 1370&rlmإرشاد الفحول : 158 .
&rlm قال الزركلي : محمد بن على بن محمد الشوكاني : فقيه ، مجتهد ، من كبار علماء اليمن ، من أهل صنعاء ، ولد بهجرة شوكان ، من بلاد خولان باليمن ، ونشأ بصنعاء وولي قضاءها سنة 1229 ومات حاكماً بها ، وكان يرى تحريم التقليد ، له 114 مؤلّفاً ، منها : نيل الأوطار ، والبدر الطالع ، . . . وفتح القدير في التفسير ، والسيل الجرّار . . . . الأعلام : 6 / 298 . &rlm أضواء على السنّة المحمديّة : 356 -359 ط دار المعارف بمصر . والشيخ محمد عبده&rlm قال الزركلي : الشيخ محمد عبده بن حسن خير اللّه مفتى الديار المصريّة ، ومن كبار رجال الاصلاح والتجديد في الإسلام . . . له تفسير القرآن الكريم . . . وشرح نهج البلاغة . الأعلام : 6 / 252 .
&rlm قال عمر رضا كحّالة : فقيه ، مفسّر ، متكلم ، حكيم ، أديب ، كاتب ، صحافي ، سياسي . معجم المؤلفين : 10 / 273 . المتوفى 1323 ، والسيّد محمد رشيد رضا المتوفى 1354 تفسير المنار : 10 / 375 .
&rlm قال الزركلي : صاحب مجلّة المنار ، وأحد رجال الإصلاح الإسلامي من الكتّاب ، العلماء بالحديث والأدب والتاريخ والتفسير . . . رحل إلى مصر سنة 1315 ، فلازم الشيخ محمد عبده وتتلمذ له . . . وأصبح مرجع الفتيا في التأليف ، بين الشرعة والأوضاع العصريّة الجديدة . . . . الأعلام : 6 / 126 . والرافعي المتوفى 1356 إعجاز القرآن : 141 .
&rlm هو مصطفى صادق الرافعي ، قال الزركلي : عالم بالأدب ، شاعر ، من كبار الكتّاب ، أصله من طرابلس الشام . الأعلام : 7 / 235 . وقال عمر رضا كحالة : بأنّه انتخب عضواً بالمجمع العلمي العربي بدمشق . معجم المؤلّفين : 12 / 256 . .
&rlm
&rlm
لا قيمة لتفسير الصحابي لكونهم أقرب عهداً بنزول القرآن
&rlm وأمّا قوله : « إنّما كانت قيمة تفسير الصحابي لمكان قربه من رسول اللّه ( ص ) وموضع عنايته البالغة بشأن تعليمه وتربيته ، وكونه أقرب عهداً بمواقع نزول القرآن ، وأعرف بأهدافه ومقاصده ومراميه ، كما قال السيّد بن طاووس : « هم أقرب علماً بنزول القرآن » التفسير الأثري الجامع : 1 / 101 . .
&rlm فأقول : إنّ السيّد العلّامة الطباطبائي قد نقل ما يقرب من هذا ، ثمّ أجاب ثمّ أجاب عن ذلك بقوله :
&rlm على أنّ ما ورد به النقل من كلام الصحابة مع قطع النظر عن طرقه لا يخلو عن الاختلاف فيما بين الصحابة أنفسهم بل عن الاختلاف فيما نقل عن الواحد منهم على ما لا يخفى على المتتبّع المتأمّل في أخبارهم .
&rlm والقول بأنّ الواجب حينئذ أن يختاروا أحد الاقوال المختلفة المنقولة عنهم في الآية ، ويجتنب عن خرق إجماعهم والخروج عن جماعتهم ، مردود بأنّهم أنفسهم لم يسلكوا هذا الطريق ولم يستلزموا هذا المنهج ولم يبالوا بالخلاف فيما بينهم ؛ فكيف يجب على غيرهم أن يقفوا على ما قالوا به ولم يختصّوا بحجية قولهم على غيرهم ولا بتحريم الخلاف على غيرهم دونهم .
&rlm على أنّ هذا الطريق وهو الاقتصار على ما نقل من مفسّري صدر الإسلام من الصحابة والتابعين في معاني الآيات القرآنيّة يوجب توقّف العلم في سيره وبطلان البحث في أثره كما هو مشهود فيما بأيدينا من كلمات الأوايل والكتب المؤلّفة في التفسير في القرون الأولى من الإسلام ولم ينقل منهم في التفسير إلّا معان ساذجة بسيطة ، خالية عن تعمّق البحث وتدقيق النظر فأين ما يشير إليه قوله تعالى ( ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكلّ شئ ) النحل : 89 . من دقائق المعارف في القرآن ؟ وأما استبعاد أن يختفى عليهم معاني القرآن مع ما هم عليه من الفهم والجد والاجتهاد فيبطله نفس الخلاف الواقع بينهم في معاني كثير من الآيات والتناقض الواقع في الكلمات المنقولة عنهم إذ لا يتصور اختلاف ولا تناقض إلا مع فرض خفاء الحق واختلاط طريقه بغيره&rlm تفسير الميزان : 3 / 85 . .
&rlm
&rlm
نظريّة السيّد بن طاووس في الصحابة
&rlm وأمّا ما ذكره عن السيّد بن طاووس بأنّه قال : « هم أقرب علماً بنزول القرآن » .
&rlm أقول : إنّ السيّد قال ذلك ردّاً على قول الجبائي فى تفسير قوله تعالى : ( وقال من عنده علم من الكتاب ) من باب ( وجادلهم بالتي هي أحسن ) وإلزام الخصم بما يلزم به نفسه .
&rlm وأمّا الشيخ معرفة إن كان يريد التعرف على آراء السيّد بن طاووس فى الصحابة وحديث النجوم فعليه بما ذكر في الطرائف بقوله : « ومن طريف رواياتهم أنّهم قالوا عن نبيّهم أنّه قال : « أصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم » ، وقد علمنا أنّ الصحابة كان يكفّر بعضهم بعضاً ويشهد بعضهم على بعض بالضلال ويستحلّ بعضهم دماء بعض ، وقد تقدّم بعض ذلك وكما جرى في قتل عثمان وحرب البصرة وصفّين وغيرهما من المناقضات والاختلافات .
&rlm فلو كان الاقتداء بكلّ واحد منهم صواباً لكان الاقتداء بكلّ واحد منهم خطأ ؛ لشهادة بعضهم على بعض بالخطأ ولكان ذلك يقتضى وجوب ضلالهم أو قتلهم جميعاً ، فما أقبح هذه الروايات وأبعدها من عقول أهل الديانات » تفسير الميزان : 3 / 85 . &rlm الطرائف : 523 . .
&rlm
&rlm
حجيّة قول الصحابى لا يساعدها الكتاب والسنّة
&rlm إنّه من الوضوح بمكان أنّه لا يجوز لنا أن نعتمد على كلام أحد في المعرفة الدينيّة إلّا بعد قيام الدليل على حجيّة كلامه بأدلّة قاطعة من الكتاب والسنّة القطعيّة .
&rlm فنحن إن قلنا بوجوب العمل على قول الرسول لقوله تعالى : ( وَمَآ ءَاتَل-كُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَل-كُمْ عَنْهُ فَانتَهُواْ ) الحشر : 7 . .
&rlm كما أنّ لزوم العمل بما جاء عن الأئمّة الطاهرين لما ثبت لنا بالأدلّة القطعيّة من الكتاب والسنّة كآية التطهير الدالّة على عصمتهم عن الخطأ وآية الولاية التي عدّت ولاية علي بن أبي طالب في امتداد ولاية اللّه ورسوله وحديث الغدير الدالّ على تنزيل كلّما للنبي من الولاية والألويّة لعلي وأهل بيته وحديث الثقلين الذي جعكهم عدلاً للقرآن وقبول قولهم أمناً للأمّة عن الضلال .
&rlm وأما حجيّة قول غير أهل البيت من الصحابة والتابعين فلاتدلّ عليها آية من الكتاب ولا حديث من السنّة ؛ بل الكتاب والسنّة قاضيان على خلاف ذلك كما في قوله تعالى : ( أَفَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى&rlm أَعْقَبِكُمْ ) آلِ&rlmعِمْرَانَ : 144 . .
&rlm ويكفي من السنّة حديث الحوض الدالّ علي إرتداد الصحابة بعد الرسول ( ص ) علي أعقابهم القهقهرى بحيث لم يخلص منهم عن النار إلّا همل النعم أي القليل ، كما يأتي عن صحيح البخاري ومسلم وغيرهما .
&rlm قد صرّح السيّد الطباطبائي ببداهة عدم حجيّة أقوال الصحابة والتابعين في موارد من تفسيره وإليك بعض منها :
&rlm قال في مقدمة تفسيره :
&rlm ولم يجعل حجيّة في أقوال الصحابة والتابعين وأنظارهم على اختلافها الفاحش&rlm تفسير الميزان : 1 / 6 . .
&rlm قال عند ذكر منهجه التفسيرى&rlmغ : « الروايات الواردة عن مفسري الصحابة والتابعين . فإنّها على ما فيها من الخلط والتناقض لا حجة فيها على مسلم » تفسير الميزان : 1 / 13 . .
&rlm وقال عند ذكر بناء الكعبة في تفسير قوله تعالى : ( إذ يرفع إبراهيم القواعد ) : وإنّما نعني بذلك : الروايات الموصولة إلى مصادر العصمة ، كالنبى صلى الله عليه وآله وسلم والطاهرين من أهل بيته ، وأما غيرهم من مفسري الصحابة ، والتابعين ، فحالهم حال غيرهم من الناس وحال ما ورد من كلامهم الخالي عن التناقض ، حال كلامهم المشتمل على التناقض&rlm تفسير الميزان : 1 / 293 . .
&rlm وقال عند تفسير قوله تعالى : ( وَأَنزَلْنَآ إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) النحل : 44 . .
&rlm وفي الآية دلالة على حجيّة قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيان الآيات القرآنيّة وأما ما ذكره بعضهم أنّ ذلك في غير النص والظاهر من المتشابهات أو فيما يرجع إلى اسرار كلام الله وما فيه من التأويل فمما لا ينبغى أن يصغى إليه .
&rlm هذا في نفس بيانه صلى الله عليه وآله وسلم ويلحق به بيان اهل بيته لحديث الثقلين المتواتر وغيره واما سائر الامة من الصحابة أو التابعين أو العلماء فلا حجية لبيانهم لعدم شمول الاية وعدم نص معتمد عليه يعطى حجيّة بيانهم على الاطلاق&rlm تفسير الميزان : 12 / 261 . .
&rlm وأمّا قوله تعالى : ( فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ) فقد تقدم انه ارشاد إلى حكم العقلاء بوجوب رجوع الجاهل إلى العالم من غير اختصاص الحكم بطائفة دون طائفة تفسير الميزان : 21 / 262 . .
&rlm وأمّا الشيخ معرفة فقد استدلّ على ماذهب إليه من حجيّة أقوال الصحابة بروايات إمّا ضعيفة سنداً وإمّا صحيحة أو موثّقة قد حرفها وأسقط منها ما لا يدلّ على مطلوبه أو حذف منها ما يدلّ على خلاف مراده كما يأتي الإشارة إليه في موضعه : و اليك مناقة الروايات التي استدل بها الشيخ هادي معرفة .
&rlm
&rlm
الاستدلال على حديث وأصحابي أمنة لأمّتى والمنافشة فيه
&rlm قال الشيخ معرفة في&rlmكتابه التفسير الأثري الجامع :
&rlm [م / 91] في نوادر الراوندي : قال ( ع ) : قال رسول اللّه ( ص ) : « أنا أمنة لأصحابى . . . وأصحابي أمنة لأمّتي . . . ولا يزال هذا الدين ظاهراً على الأديان مادام فيكم من قد رآني » .
&rlm ثمّ قال : ولم يكن صحابته أَمَنة إلّا لأنّهم حملة علمه إلى الناس ومستودع شريعته إلى الملأ من العالمين&rlm&rlmتفسير الميزان : 21 / 262 . &rlm التفسير الأثري الجامع : 1 / 101 . .
&rlm وفيه أولاً : أنّ مضمون الحديث يكذّبه محكمات الكتاب الذي يشهد بخروج جلّ الصحابة عن الطاعةة في موارد جمّة ويكذّب مضمونه السنّة القطعيّة التي مرّت الإشارة إليها .
&rlm ثانياً : أنّ الحديث بظاهره مرسل كما نقله المجلسي أيضاً في البحار : ج 22 ، ص 309 ، عن نوادر الراوندي مرسلاً .
&rlm لو قيل بتعليق الحديث على السند الذي ذكره الراوندي ( ره ) في أوّل كتابه فهو أيضاً لايفيد ؛ لأنّ فيه رجال مجاهيل كما تأتي الإشارة إليه .
&rlm
&rlm نظريّة السيّد حامد حسين في بطلان الحديث :
&rlm ثالثاً : والحديث محرّف كما صرّح بذلك السيّد حامد حسين في العبقات بقوله : إنّ هذا الحديث محرّف ، ففي المستدرك : . . . » ثمّ ذكر نصّ الحديث عن مستدرك الحاكم&rlm خلاصة عبقات الأنوار : 1 / 80 . .
&rlm وقال في موضع آخر بعد نقل الحديث : « فقد ظهر لدى التحقيق أنّ لأصحاب الخدع والضلال وأولى الأيدي الأثيمة تحريفاً عظيماً في هذا الحديث ، وذلك ، لأنّ أصله هكذا : « وأهل بيتي أمان لأمّتي ، فإذا ذهب أهل بيتي أتى أمتي ما يوعدون » فجُعِل « أصحابي » في مكان « أهل بيتي » . . وهذا نص الحديث :
&rlm « حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسن القاضي بهمدان من أصل كتابه ، ثنا محمد بن المغيرة اليشكري ، ثنا القاسم بن الحكيم [ الحكم ] العرني ثنا عبد اللّه بن عمرو بن مرة ، حدثني محمد بن سوقة عن محمد بن المنكدر عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه وسلّم ، أنّه خرج ذات ليلة وقد أخّر صلاة العشاء حتى ذهب من الليل هنيهة - أو : ساعة - والناس ينتظرون في المسجد . فقال : ما تنتظرون ؟ فقالوا : ننتظر الصلاة . فقال : إنّكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتموها . ثمّ قال : أمّا أنّها صلاة لم يصلّها أحد ممّن قبلكم من الأمم .
&rlm ثمّ رفع رأسه الى السماء فقال : النجوم أمان لأهل السماء فإذا طمست النجوم ، أتى السماء ما يوعدون ، وأنا أمان لأصحابي فإذا قُبضت ، أتى أصحابي ما يوعدون ، وأهل بيتى أمان لأمّتي فإذا ذهب أهل بيتي أتى أمتي ما يوعدون&rlm مستدرك الصحيحين : 3 / 457 . .
&rlm فليلاحظ ممّن هذا التحريف ؟ أمن أبي موسى؟ أم من ولده أبى بردة؟ أم من غيرهما من المحرّفين المنحرفين؟ » خلاصة عبقات الأنوار : 3 / 179 . .
&rlm
&rlm عدم كون كتاب النوادر والأشعثيّات من الكتب المعتبرة :
&rlm رابعاً : إنّ كتاب النوادر لم يكن يعتمد على كلّ ما فيه كما قال السيّد الخوئي - بعد نقل كلام المحدّث النوري في فضل الراوندى مؤلّف النوادر - : لا شبهة في علوّ شأنه ورفعة منزلته ومكانة علمه وثبوت وثاقته ، وقد صرّح بذلك غير واحد من المترجمين ، ولكن لم يظهر لنا اعتبار كتابه هذا ، لأنّ في سنده من لم تثبت وثاقته كعبد الواحد بن إسماعيل ، ومن هو مجهول الحال كمحمد بن الحسن التميمي البكري&rlm مصباح الفقاهة : 1 / 135 ، ( ط . ج ) : 1 / 221 . .
&rlm خامساً : إنّ هذا الكتاب هو نفس كتاب الجعفريّات والأشعثيّات كما قال المحقّق الطهراني ( ره ) في عنوان كتاب : « رواية الأبناء عن الآباء » : وبالجملة ، « الأشعثيّات » و « الجعفريّات » و « كتاب النوادر » و « رواية الأبناء عن الآباء » كلّها كتاب واحد . ولمّا لم يسمّ فيه بإسم خاصّ يعبّر عنه بهذه العناوين&rlm الذريعة : 11 / 258 . .
&rlm وكتاب الجعفريّات يعتمد على كلّ ما فيه عند الأصحاب ، كما قال السيّد الخوئي : مضمون رواية الدعائم وإن ورد في كتاب الجعفريّات أيضاً وكنّا نعتمد على ذلك الكتاب في سالف الزمان إلّا أنّا رجعنا عنه أخيراً كتاب الطهارة : 1 / 118 . .
&rlm وقال في كتاب النكاح من شرح العروة : إلّا أنّ سند الكتاب غير موثّق وإن أصرّ الشيخ النوري ( ره ) على صحّته ؛ غير أنّه لا دليل عليه&rlm كتاب النكاح : 2 / 58 . .
&rlm وقال في موضع آخر من كتاب الطهارة : في سند الكتاب موسى بن إسماعيل ولم يتعرضوا لوثاقته في الرجال فلا يمكن الاعتماد عليه&rlm كتاب الطهارة : 1 / 119 وراجع أيضاً مصباح الفقاهة : 1 / 216 ، 259 ، 283 ، يراجع الطبعة الجديد من مصباح الفقاهة : 1 / 86 ، 1 / 108 . ، 1 / 120 ، 3 / 252 . .
ضعف سند الرواية :
&rlm سادساً : مضافاً إلى ذلك كلّه إن في السند الذي ذكره قطب الدين الراوندي فى أوّل كتابه عدّة مجاهيل :
&rlm 1 - عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني : ، وهو من مشايخ العامّة كما صرّح الذهبى في ترجمته : هو شيخ الشافعيّة ، ارتحل في طلب الحديث والفقه جميعاً وتفقّه ببخارى مدّة ، برع في الفقه ومهر وناظر وصنّف التصانيف الباهرة ، وكان يقول : لو احترقت كتب الشافعيّة لأمليتها من حفظي ، وله كتاب « البحر » في المذهب ، طويل جدّاً غزير الفوائد وكتاب « مناصيص الشافعي » مولده في آخر سنة 415 ، وقتل سنة 501 ه' بجامع آمل يوم الجمعة 11 المحرم ، قتلته الملاحدة - يعني الإسماعيليّة - ، وكان نظام الملك كثير التعظيم له&rlm سير أعلام النبلاء : 19 / 260 . .
&rlm 2 - محمد بن الحسن التميمي : وهو مجهول لم يذكر في الجوامع الرجاليّة للشيعة كما قال المحدث النوري ( ره ) : وأمّا الشيخ أبو عبد اللّه محمد بن الحسن التميمي البكري ، فلم أجد له ترجمة خاتمة المستدرك : 19 / 177 . .
&rlm 3 - سهل بن أحمد الديباجي : ، وهو لم يصرّح بوثاقته ؛ بل قال النجاشي : لا بأس به ، كان يخفي أمره كثيراً ثمّ ظاهر بالدين في آخر عمره&rlm رجال النجاشي : 1 / 419 رقم 491 . .
&rlm وقال العلامة الحلّي : قال ابن الغضائري : أنّه يضع الأحاديث ويروي عن المجاهيل ولا بأس بما يروي عن الأشعثيّات وبما يجري مجراها مما يرويه غيره&rlm رجال العلامة : 81 رقم 4 . .
&rlm 4 - 5 - إسماعيل بن موسى وموسي بن إسماعيل : وكلاهمان مجهولان&rlm راجع جامع الرواة : 1 / 103 و2 / 271 ومعجم رجال الحديث : 2 / 271و 20 / 19 .
&rlm .
&rlm
&rlm قال الشيخ معرفت بعد ذكره الحديث :
&rlm ولعلّ مقصوده ( ص ) من قوله : « مادام فيكم من قد رآني » من قد رآه في منبع علمه ومصدر شريعته ، ممّن قد روى حديثه فأبلغ وأوعى على مدى الدهر .
&rlm ثمّ أيّد كلامه هذا بهذالحديث :
&rlm [م / 91] كما قال ( ص ) : « يحمل هذا الدين في كلّ قرن عدول ينفون عنه تأويل المبطلين وتحريف الغالين وانتحال الجاهلين » .
&rlm ثمّ قال في الهامش : رواه الكشّي في رجاله بإسناده الصحيح . 1 / 10 ، البحار : 2 / 92 التفسير الأثري الجامع : 1 / 102 . .
&rlm وفيه أوّلاً :
&rlm في سنده عليّ بن محمّد بن فيروزان القمّي لم يرد فيه توثيق&rlm راجع : جامع الرواة : 1 / 601 ، معجم الرجال : 12 / 158 ، رجال الطوسي ، 478 ، رقم 7 . .
&rlm ثانياً : أنّ المراد من هؤلاء هم علماء الشيعة الإماميّة الذين أخذوا العلم عن أهل البيت ( ع ) كما في رواية الكليني عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن خالد ، عن أبي البختري ، عن أبي عبد اللّه ( ع&rlmقال : إنّ العلماء ورثة الأنبياء ، وذلك ، أنّ الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً ، وإنّما ورثوا أحاديث من أحاديثهم فمن أخذ شيئاً منها فقد أخذ حظّاً وافراً ، فانظروا علمكم هذا عمّن تأخذونه فإنّ فينا أهل البيت في كلّ خلف عدولاً ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتهال المبطلين ، وتأويل الجاهلين&rlm الكافي : 1 / 32 ح&rlm2 ، بصائر الدرجات : 30 ح 1 . .
&rlm وقد صُرّح في بعض الروايات بأنّ المراد من هؤلاء ، أصحاب الأئمّة ( ع ) الذين أخذوا علم الشريعة عن أهل بيت رسول اللّه ( ص ) الذين أوصى بهم في حديث الثقلين ، كما في رواية أخرى للكشّي : « . . . بهم يكشف اللّه كلّ بدعة ، ينفون عن هذا الدين انتحال المبطلين وتأويل الغالين ، ثمّ بكى ، فقلت : من هم؟ قال : من عليهم صلوات اللّه ورحمته أحياءً وأمواتاً ، بريد العجلي وزرارة ، وأبو بصير ومحمد بن مسلم . . . » رجال الكشّي : 1 / 349 رقم 220 . .
&rlm
&rlm
الاستدلال بحديث كنزالعمال والمناقشة فيه
&rlm قال الشيخ معرفة :
&rlm [ م / 92] روى المتقي الهندي عن زاذان قال : بينا الناس ذات يوم عند علي إذ وافقوا منه نفساً طيّبة فقالوا : حدّثنا عن أصحابك يا أمير المؤمنين ! قال : عن أيّ أصحابي ؟ قالوا : عن أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم ، قال : كلّ أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم أصحابي ، فأيّهم تريدون ؟ قالوا : النفر الذين رأيناك تلفظهم بذكرك ، والصلاة عليهم ، دون القوم ، قال : أيّهم؟
&rlm قالوا : عبد اللّه بن مسعود ، قال : عَلِم السنّة وقرأ القرآن وكفى به علماً ، ثمّ ختم به عنده .
&rlm قالوا : فحذيفة ؟ قال : عَلِم وسأل عن المعضلات حتّى عقل عنها ، فإن سألتموه عنها تجدوه بها عالماً .
&rlm قالوا : فأبو ذر ؟ قال : وعى علماً وكان شحيحاً حريصاً على دينه حريصاً على العلم وكان يكثر السؤال فيعطي ويُمنع ، أما ! إنّه قد ملئ له في وعائه حتى امتلأ .
&rlm قالوا : فسلمان ؟ قال : إمرؤ منّا وإلينا أهل البيت ، من لكم بمثل لقمان الحكيم؟ علم العلم الأوّل وأدرك العلم الآخر وقرأ الكتاب الأوّل وقرأ الكتاب الآخر وكان بحراً لا ينزف .
&rlm قالوا ، فعمّار بن ياسر ؟ قال : ذاك إمرؤ خلط اللّه الإيمان بلحمه ودمه وعظمه وشعره وبشره ، لا يفارق الحقّ ساعة ، حيث زال ، زال معه ، لا ينبغي للنار أن تأكل منه شيئاً .
&rlm قالوا : فحدّثنا عنك يا أمير المؤمنين ! قال : مهلاً ! نهى اللّه عن التزكية ، فقال قائل : فإنّ اللّه عزّ وجل يقول :وأما بنعمة ربك فحدّث ) قال : فإنّي أحدثّكم بنعمة ربّي ، كنت إذا سألت أعطيت وإذا سكتّ ابتدأت ، فبين الجوانح منّيْ ملئ علماً جمّاً التفسير الأثري الجامع : 1 / 102 . .
&rlm
&rlm وفيه أوّلاً : أنّ الرواية لا تفيد عصمة هؤلاء المذكورة أسمائهم من الصحابة فضلاً عن غيرهم وغاية دلالتها على تفقّههم وحملهم الرواية عن النبي ( ص ) ، وأيّة صلة لذلك بحجيّتهم من باب أنّهم لا ينطقون إلّا عن الوحي .
&rlm
&rlm التحريف في متن الحديث حفاظاً على الصحابة :
&rlm ثانياً : قد أسقط المؤلّف من شدّة وثاقته وأمانته ، ما لايناسب مطلوبه في قوله ( ع ) فى حذيفة « قالوا : فحذيفة ؟ قال : علم أو علّم أسماء المنافقين وسأل عن المعضلات حتى عقل عنها » .
&rlm فترى حذف قوله ( ع ) : « أو علّم أسماء المنافقين » حيث رأى أنّ هذا الكلام يدلّ على وجود المنافقين في الصحابة ويضرّ بمطلوبه من إثبات عدالة جميع الصحابة ؛ كما قد صرّح قبل نقل هذا الحديث بقوله : « هذا الإمام أمير المؤمنين ( ع ) يصف أصحاب رسول اللّه ( ص ) بأنّهم كمل وأنّهم خزنة علم النبي وعيبة حكمته والحاملين لوائه إلى الملأ من الناس » التفسير الأثري : 1 / 102 . .
&rlm وهكذا جاء في عبد اللّه بن مسعود :
&rlm « قال : عَلِم السنّة وقرأ القرآن وكفى به علماً ، ثمّ ختم به عنده .
&rlm فلم يدروا ما يريد بقوله : « كفى به علماً » ، كفى&rlm بعبد اللّه أم كفى&rlm بالقرآن؟ »
&rlm ولكنّه أسقط من قوله ( ع ) : « فلم يدروا ما يريد » إلى آخره ، والأمانة العلميّة تقتضي ذكر الحديث كما في المصدر ، سواء كان ذلك من كلام الإمام ( ع ) أو من توضيح الراوي .
&rlm هذا ، مع أنّ عبد اللّه بن مسعود ممّن نكث بيعة الغدير ولم يستقم على ولاية أمير المؤمنين ( ع ) وأحواله معروفة في عهد الخلفاء .
&rlm ثانياً : إنّ الرواية تدلّ على أنّ الإمام ( ع ) كان يمدح عدداً خاصّاً من الصحابة دون الجميع ، كما في كلام السائل : « النفر الذين رأيناك تلفظهم بذكرك والصلاة عليهم دون القوم » .
&rlm وغاية ما يستفاد من هذه الرواية بعد الغضّ عن ضعف السند هو مجرّد مدح الإمام ( ع ) خمسة من الصحابة ؛ فلا يصحّ التعدّي إلى غيرهم لمكان جملة « دون القوم » .
&rlm
&rlm ضعف سند الرواية :
&rlm ثالثاً : الرواية مرسلة ولم يذكر فى الكنز لها سند .
&rlm رابعاً : قد ذكر الصدوق هذه الرواية في أماليه - مضافاً إلى ضعف السند - وفيه اختلاف كثير مع ما فى كنز العمّال ، وإليك نصّ الحديث :
&rlm 377 / 9 . . . قال : حدثنا عبد اللّه بن الحسن المؤدب ، عن أحمد بن علي بن الاصبهاني ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، قال : حدثنا أبو غسان النهدي ، قال : حدثنا يحيى بن سلمة بن كهيل ، عن أبيه ، عن أبي إدريس ، عن المسيب بن نجبة ، عن علي ( ع ) ، أنّه قيل له : حدّثنا عن أصحاب محمد ( ص ) ، حدثنا عن أبي ذر الغفاري . قال : علم العلم ثمّ أوكأه ، وربط عليه رباطاً شديداً .
&rlm قالوا : فعن حذيفة ، قال : تعلم أسماء المنافقين .
&rlm قالوا : فعن عمّار بن ياسر ، قال : مؤمن ، ملئ مشاشه إيماناً ، نسي ، إذا ذكر ذكر .
&rlm قيل : فعن عبد اللّه بن مسعود . قال : قرأ القرآن فنزل عنده .
&rlm قالوا : فحدّثنا عن سلمان الفارسي . قال : أدرك العلم الأوّل والآخر ، وهو بحر لا ينزح ، وهو منّا أهل البيت .
&rlm قالوا : فحدّثنا عنك ، يا أمير المؤمنين . قال : كنت إذا سألت أعطيت ، وإذا سكتّ ابتديت&rlm الأمالي للشيخ الصدوق : 324 ، عنه البحار : 22 / 318 . .
&rlm أمّا ضعف السند ففيه :
&rlm 1 - عبد اللّه الحسن المؤدّب ذكره الشيخ فيمن لم يرو ولم يوثّقه&rlm رجال الطوسي : 484 رقم 46 . فهو مجهول .
&rlm 2 - أحمد بن علوية الاصفهاني ، ذكره الشيخ ، في طريقه إلى إبراهيم بن محمّد الثقفى في الفهرست . وهو مجهول&rlm الفهرست ، ص 6 ، رقم 7 ، ورجال النجاشي : ص 16 ، رقم 19 . جامع الرواة : 1 / 54 ، معجم الرجال : 2 / 151 . .
&rlm 3 - أبو غسان النهدى من رجال العامّة ووثّقوه&rlm تهذيب الكمال : ج 27 ، ص 86 ، رقم 5728 . .
&rlm 4 - يحيى بن سلمة بن الكهيل ، قال يحيى بن معين : ضعيف الحديث ، وقال الترمذي : يضعف في حديثه ، وقال ابن عدي : متروك الحديث&rlm تهذيب الكمال : ج 31 ، ص 261 ، رقم 6838 . .
&rlm مع هذا كلّه فترى المؤلّف يقول بعد ذكره الحديث :
&rlm « أ فهل كان مثل هؤلاء الأعلام من الأصحاب إذا تحدّثوا بحديث العلم عن فقه فى الدين وفهم عن الكتاب ، أ فهل كان أحد يتوقّف عن الانصياع لكلامه العذب الرويّ أو الابتهاج باستماع ذلك النغم السويّ؟! » التفسير الأثري الجامع : 1 / 103 . .
&rlm فتراه يبني قاعدة خطيرة على مثل هذا الحديث الضعيف سنداً ودلالة .
&rlm ما أحلى كلام هذا لو كان له محتوى؟ وأنت&rlmترى ما فيه وما في سند مستنده! أعاذنا اللّه تعالى من إرسال القلم على عواهنه .
&rlm * * *
&rlm
الاستدلال بحديث « أوصيكم بأصحاب نبيّكم » والمناقشة فيه
&rlm
&rlm قال الشيخ معرفة :
&rlm [م / 93 : ] قال الإمام أمير المؤمنين ( ع ) « أوصيكم بأصحاب نبيّكم . . . وهم الذين لم يحدثوا بعده حدثاً ، فإنّ رسول اللّه ( ص ) أوصى بهم » الأمالي للشيخ الطوسي ص 523 ح 1157 . .
&rlm هذه الرواية رواها الصدوق بهذا الإسناد : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا الفضل بن محمد ابن المسيب أبو محمد البيهقي الشعراني بجرجان ، قال : حدثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمد أبو موسى المجاشعي ، حدثنا محمد بن جعفر بن محمد . . . عن آبائه ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( ع ) التفسير الأثري الجمامع : 1 / 103 عن الأمالي : 521 ، ح&rlm1148 . .
&rlm
&rlm ضعف سند الرواية :
&rlm وفيه أوّلاً : بأنّ السند ضعيف ؛ لأنّ :
&rlm 1 - الفضل بن محمد ابن المسيب مجهول لم يذكر فى جوامعنا الرجاليّة ؛ بل الرجل من علماء العامّة حيث ذكره الذهبي في تذكرة الحفّاظ ووصفه بالحافظ الإمام&rlm راجع : مستدركات علم الرجال 6 / 209 ، أعيان الشيعة : 8 / 407 . .
&rlm 2 - هارون بن محمد مجهول&rlm معجم الرجال : 20 / 250 . .
&rlm
&rlm التحريف في الحديث للتمويه :
&rlm ثانياً : قد حذف المؤلّف أيضاً من هذه الرواية ما لا يدلّ على مطلوبه وإليك نصّ الرواية في الأمالي :
&rlm « وأوصيكم بأصحاب نبيّكم ، لا تسبّوهم ، وهم الذين لم يحدثوا بعده حدثاً ، ولم يأتوا محدثاً ، فإن رسول اللّه ( ص ) أوصى بهم » الأمالي للشيخ الطوسي ص 523 . .
&rlm فتلاحظ أنّه قد أسقط قوله ( ع ) « لا تسبّوهم » الذي هو متعلّق الوصيّة لا حجيّة أقوالهم كما يزعمه ويريد إيهامه ، وهكذا جملة « ولم يأتوا محدثاً » . الظاهر أنّ الصحيح « ولم يؤوا محدثاً » .
&rlm ثالثاً : الظاهر أنّ هذه الرواية هي وصيّة مولانا أمير المؤمنين ( ع ) للحسن ( ع ) وأهل بيته التي ذكرها الكليني والصدوق والشيخ وفيها :
&rlm « اللّه اللّه في أصحاب نبيّكم الذين لم يحدثوا حدثاً ولم يؤوا محدثاً فإنّ رسول اللّه ( ص ) أوصى بهم ولعن المحدث منهم ومن غيرهم والمؤوي للمحدث&rlm الكافي : 7 / 52 ، من لايحضره الفقيه : 4 / 191 ، تهذيب الأحكام : 9 / 177 ، تفسير نور الثقلين : 5 / 79 ، بحار الأنوار : 22 / 306 ، 74 / 405 . .
&rlm وللشيخ المحقق المحمودي كلام وتحليل جميل في ذيل هذه الرواية فمن أراد فليراجع&rlm نهج السعادة : 8 / 484 . .
&rlm
&rlm مضمون الحديث يثبت ارتداد الصحابة :
&rlm رابعاً : قوله ( ع ) « وهم الذين لم يحدثوا بعده حدثاً ، ولم يؤوا محدثاً » يدلّ على أنّ النبي ( ص ) أوصى لمن لم يقع منه إحداث بعده ولم يرتدّ ، وهم عدّة قليل من الصحابة كما جاء فى صحاح أهل السنّة في وقوع الأحداث بعد النبي وارتدادهم ودخولهم النار إلّا القليل منهم كما في صحيح البخاري : عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال : بينا أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلُمّ فقلت : أين؟ قال : إلى النار واللّه! قلت : وما شأنهم؟ قال : إنّهم ارتدّوا بعدك على أدبارهم القَهْقَرَى .
&rlm ثمّ إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، فقال : هلُمّ قلت : أين؟ قال : إلى النار واللّه! قلت : ما شأنهم؟ قال : إنّهم ارتدّوا بعدك على أدبارهم القهقرى ، فلا أراه يَخْلُص منهم إلّا مثلَ هَمَل النَّعَم&rlm صحيح البخارى : 7 / 207 ( 1259 ، رقم&rlm6587 ) كتاب الرقاق ، باب في الحوض . .
&rlm
&rlm اعتراف الصحابة على الأحداث :
&rlm ويؤيّده : ما عن بعض الصحابة الاعتراف بوقوع الأحداث منهم كما عن :
&rlm
&rlm 1 - البراء بن عازب :
&rlm روى البخاري عن العلاء بن المسيب عن أبيه قال : لقيت البراء بن عازب رضي اللّه عنهما ، فقلت : طوبى لك صحبت النبي صلى اللّه عليه وسلم وبايعته تحت الشجرة!! فقال : يا ابن أخى إنّك لا تدري ما أحدثنا بعده&rlm صحيح البخارى : 5 / 65 ، ( 790 رقم 4170 ) كتاب المغازي باب غزوة الحديبية ، ومقدمة فتح الباري لابن حجر : 433 . .
&rlm والبراء بن عازب هذا من أكابر الصحابة ومن السابقين الأوّلين الذين بايعوا النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم تحت الشجرة يشهد على نفسه وغيره من الصحابة بأنّهم أحدثوا بعد وفاة النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم .
&rlm
&rlm 2 - أبي سعيد الخدرى :
&rlm روى ابن حجر بإسناده عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبي سعيد قلنا له : هنيئا لك برؤية رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وصحبته قال إنّك لا تدري ما أحدثنا بعده&rlm الإصابة : 3 / 67 . .
&rlm وفي رواية ابن عساكر : « فقال يا ابن أخي لا تدري ما أحدثنا بعده » تاريخ مدينة دمشق : 20 / 391 . .
&rlm وفى روايته الاخرى : « قال : أخي إنّك لا تدري ما أحدثنا بعده » تاريخ مدينة دمشق : 20 / 391 وهكذا في الكامل لعبد اللّه بن عدي : 3 / 63 ، ترجمة خلف بن خليفة . .
&rlm وإنّها أيضاً لشهادة كبرى من صحابيّ كبير ، كان على الأقلّ صريح مع نفسه ومع الناس .
&rlm
&rlm 3 - عائشة أمّ المؤمنين :
&rlm وهكذا قد اعترفت عائشة أيضاً قبل موتها بأنّها قد أحدثت بعد رسول اللّه ( ص ) كما روى الحاكم عن قيس بن أبي حازم ، قال : قالت عائشة وكأن تحدّث نفسها أن تدفن في بيتها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأبي بكر فقالت : إنّي أحدثت بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حدثاً ، ادفنوني مع أزواجه ، فدفنت بالبقيع . هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه&rlm المستدرك على الصحيحين : 4 / 6 وصحّحه الذهبي أيضاً في تلخيص المستدرك .
&rlm وراجع : الطبقات الكبري : 8 / 74 ، ترجمة عائشة ، والمصنّف لابن أبي شيبة الكوفي : 8 / 708 ( 16 ) طبعة دار الفكر ، في مسيرة عائشة وطلحة والزبير ، وسير أعلام النبلاء : 2 / 193 ، في هامشه : وصحّحه الحاكم : 4 / 6 ، ووافقه الذهبي . .
&rlm
&rlm ارتداد العرب بعد رسول اللّه ( ص ) قاطبة :
&rlm ويؤيّده أيضاً : ما ورد عن عائشة ، قالت : لمّا قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ارتدّت العرب قاطبة وأشرأبت&rlm ي ارتفع . النفاق&rlm البداية والنهاية : 6 / 33 . .
&rlm وروى ابن عساكر عنها : لمّا قبض يعني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ارتدّت العرب قاطبة ، وأشرأب النفاق ، وصار أصحاب محمد كلّهم معري مطيرة في حفش . ارتدّ في كل ناحية من جزيرة العرب مرتدون عامّة أو خاصّة وأشرأبت اليهود والنصرانيّة ولحم النفاق بالمدينة وفيما حولها . . . اريخ مدينة دمشق : 30 / 314 . .
&rlm وأقلّ ما تدلّ عليه هذه الرواية هي مخالفة الناس ، النبي ( ص ) بعد وفاته ، في أهمّ الواجبات ، كما ذهب إليه ابن أثير في النهاية : 2 / 214 مادّة « ردد » ، وابن منظور في لسان العرب .
&rlm ويعضدها : ما ورد عن عمرو بن ثابت ، قال : لما مات النبي ( ص ) كفر الناس إلّا خمسة تهذيب الكمال : 21 / 557 ، تهذيب التهذيب : 8 / 9 ، سؤالات الآجري لأبي داود لسليمان بن الأشعث : 1 / 341 ، البداية والنهاية : 6 / 91 . .
&rlm الظاهر من كلام القوم أنّ الرجل صدوق وأحاديثه مستقيمة كما صرّح بذلك ابن حجر فى ترجمته بقوله : « ولكنّه كان صدوقاً في الحديث » وروى عن أبي داود : « أنّ أحاديثه مستقيمة . . . وقال في موضع آخر ليس في حديثه نكارة » وعن أبي حاتم : « يكتب حديثه كان ردئ الرأي شديد التشيّع » تهذيب التهذيب : 8 / 9 . .
&rlm وأمّا تضعيفهم إيّاه ، فلم يكن إلّا لتشيعه كما نقل ابن حجر عن أبي حاتم « كان ردئ الرأي شديد التشيّع » و « عن ابن عقيل وهو رافضيّ خبيث » تهذيب التهذيب : 8 / 9 . .
&rlm « وقال ابن سعد كان متشيّعاً مفرطاً » . . . « وقال عبد اللّه بن أحمد عن أبيه كان يشتم عثمان ترك ابن المبارك حديثه وقال الساجي : مذموم وكان ينال من عثمان ويقدّم عليّاً على الشيخين .
&rlm وقال العجلي : شديد التشيّع ، غال فيه ، واهي الحديث . وقال البزار : كان يتشيّع ولم يترك » تهذيب التهذيب : 8 / 10 . .
&rlm
&rlm * * *
&rlm
حديث « قولوا في أصحاب النبي ( ص ) أحسن قول » والمناقشة فيه
&rlm
&rlm قال الشيخ معرفة :
&rlm [م / 94] روى الإمام الرضا ، عن أبيه الكاظم ، عن أبيه الصادق ( ع ) ، قال : اجتمع آل محمد . . . على أن يقولوا في أصحاب النبي ( ص ) أحسن قول&rlm تفسير أبو الفتوح 1 / 49 . .
&rlm وفي الهامش : تمام الحديث هكذا : روى الإمام علي بن موسى الرضا ، عن أبيه الكاظم ، عن أبيه الصادق ( ع، قال : « اجتمع آل محمد ( ع ) ، على الجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم ، وعلى قضاء ما فات من الصلاة في الليل بالنهار ، وقضاء ما فات بالنهار في الليل وعلى أن يقولوا في أصحاب النبي ( ص ) أحسن قول .
&rlm ثمّ قال : أنظر كيف جعل حسن القول في الصحابة شعاراً لآل البيت ( ع ) نظير الجهر بالبسملة التفسير الأثري الجامع : 1 / 103 . .
&rlm
&rlm منافات الرواية مع الواقع التاريخي :
&rlm وفيه أوّلاً : أنّه يتشبّث بالحشيش وبرواية لا تنهض سنداً ودلالة ليستحل لنفسه ترك المحكم المقطوع به من الكتاب والسنّة القطعيّة لأهل البيت ( ع ) .
&rlm فهل واقعة الجمل صلح أبيض؟ أم صفين؟ أم كربلاء؟ أم إحراق الباب والهجوم على بيت فاطمة ( س ) ؟ أم كسر الضلع؟ أم إسقاط الجنين؟ أم إنكار علي ( ع ) عمل الصحابة وسيرة الشيخين؟ أم . . . ؟ أم . . .؟
&rlm ثانياً : أنّ الرواية مرسلة .
&rlm
&rlm التحريف الواقع في متن الحديث :
&rlm ثالثاً : قد نقل المحدث النوري هذه الرواية عن تفسير أبي الفتوح الرازى وليس فيها جملة : « وعلى أن يقولوا في أصحاب النبي ( ص ) أحسن قول » مستدرك الوسائل : 4 / 189 . .
&rlm رابعاً : قد وردت هذه الرواية في كتب العامّة كما في تاريخ دمشق بهذا السند وبهذا المتن :
&rlm أخبرنا أبو الفضل محمد بن عمر بن يوسف إجازة أنبأنا أبو الغنائم عبد الصمد بن المأمون وأخبرنا أبو عبد اللّه المقرئ أنبأنا أبو الفضل بن الكريدي أنبأنا أبو الحسن العتيقي قالا أنبأنا أبو الحسن الدارقطني ثنا أحمد بن محمد بن عتبة نا إبراهيم بن حبيب نا عمرو عن جابر عن محمد بن علي قال : « أجمع بنو فاطمة على أن يقولوا في أبي بكر وعمر أحسن ما يكون من القول » تاريخ دمشق ، ج 54 ، ص 284 ، عنه سير أعلام النبلاء ج 4 ، ص 406 ، مرسلاً . .
&rlm سند هذه الرواية أيضاً ضعيف :
&rlm لأنّ أبا الفضل بن الكريدى مجهول ، لم تذكر له ترجمة في الجوامع الرجاليّة للعامّة والخاصّة وهكذا أحمد بن محمّد بن عتبة .
&rlm
&rlm نظريّة الشهيد التستري في الرواية :
&rlm ورابعاً : قد نقل الشهيد نور اللّه التستري هذه الرواية وروايات اخرى عن ابن حجر في هذا الباب ، ثمّ أجاب عنها بما يقطع العذر ، وإليك تمام كلامه :
&rlm وأخرج عن محمد الباقر أنّه قال : « أجمع بنو فاطمة رضى اللّه عنهم على أن يقولوا في الشيخين أحسن ما يكون من القول » .
&rlm أقول : ما نقله في هذا الباب من أكابر أهل البيت ، لإحياء الميت ، وإضاءة سراجه الفاقد للزيت ، إمّا فرية ناشئة من العصبيّة ، أو صادرة عنهم على سبيل التقيّة ، كما سنوضحه بعون خالق البريّة .
&rlm والظاهر أنّ هذا الشيخ الجاهل وأصحابه الوضّاعين لنصرة المذهب ، زعموا أنّهم إذا وضعوا خبراً ينتهى إسناده إلى مولانا الباقر والصادق ( ع ) أو الى عبد اللّه المحض وولده النفس الزكيّة رضى اللّه عنهما يغترّ الشيعة بمجردّ ذلك ويحكمون بأنّه محض الصدق والصواب ، ويعتقدون تزكية رجال إسناده ولو كانوا من ذوى الأذناب ، فيقعون في مضيق الإفحام ، ويحصل لهم فضيح الإلزام .
&rlm وهذه غباوة لا تخفى على الورى ، وحماقة لا تصدر إلّا عن الكرى ، أطرق كرى أطرق كرى ، إنّ النعامة في القرى&rlm الصوارم المهرقة : 235 . .
&rlm إلى أن قال : قوله « أجمع بنو فاطمة » يدلّ على أنّه إنّما ذكر هذا الكلام لدفع ضرر متوجه إليهم من إتّهامهم بعدم كونهم قائلين في الشيخين أحسن ما يكون من القول ولو لا ما ذكرناه لكان أقل ما يناسب مقام التأكيد أن يقول : « أجمع بنو هاشم » حتّى يشمل سائر ذريّة على ( ع ) ممّن لا يكون فاطميّاً وغيرهم من آل عباس وعقيل وجعفر ونظائرهم .
&rlm وأيضاً : نحن نعلم علماً قطعيّاً انعقاد الإجماع من بني فاطمة ( س ) على أن لا يقولوا في أحد من آحاد المسلمين إلّا أحسن ما يكون من القول فأيّ وجه لتخصيصه ( ع ) ذلك بالشيخين من بين جميع المسلمين ، ثمّ من بين جميع الأصحاب ثمّ من بين الخلفاء الأربعة ، لو لا قيام تهمة في شأنهم وعروض خوف وتقيّة لهم من نسبتهم الى القدح في الشيخين والوقوع فيهما .
&rlm على أنّا نقول : لا ريب في أنّ أحسن القول في شأن الشيخين ما استحقّاه من المطاعن المتواترة المتداولة على ألسنة الشيعة وغيرهم ؛ كما أنّ أحسن القول في حقّ الشيطان لعنه ، والاستعاذة منه . فالرواية المذكورة لنا لا علينا الصوارم المهرقة : 239 . .
&rlm وفي كلام الشهيد الذي بذل نفسه في طريق الدفاع عن حريم ولاية مولانا أمير المؤمنين ( ع ) ( لَذِكْرَى&rlm لِمَن كَانَ لَهُ&rlmو قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) ق : 37 . .
&rlm
&rlm
&rlm
جنايات في حديث مثل أصحابي كمثل النجوم
&rlm
&rlm قال الشيخ معرفة :
&rlm [م / 95] وروى أبو جعفر الصدوق بإسناده إلى إسحاق بن عمار ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ( ع ) قال : قال رسول اللّه ( ص ) : « ما وجدتم في كتاب اللّه عزّ وجلّ فالعمل لكم به ، لا عذر لكم في تركه ، وما لم يكن في كتاب اللّه عزّوجلّ وكانت فيه سنّة منّي فلا عذر لكم في ترك سنّتي ، وما لم يكن فيه سنّة منّي فما قال أصحابي فقولوا به ، فإنّما مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم بأيّها أُخذ أُهتدي » التفسير الأثري الجامع : 1 / 103 عن معاني الأخبار للشيخ الصدوق : 156 . .
&rlm
&rlm الحديث ورد في شأن أهل البيت دون الصحابة :
&rlm لاشكّ بأنّ الرواية موثّقة ولكنّها وردت فى شأن أهل البيت ( ع ) حيث جاءت في ذيل الرواية : « فقيل : يارسول اللّه ومن أصحابك؟ قال : أهل بيتي » .
&rlm وإليك تمام الحديث :
&rlm حدثني محمد بن بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رحمه اللّه - قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن غياث بن كلوب ، عن إسحاق بن عمار ، عن جعفر بن محمد ، عن آبائه ( ع ) قال : قال رسول اللّه ( ص ) : « ما وجدتم في كتاب اللّه عزّ وجلّ فالعمل لكم به ، لا عذر لكم في تركه ، وما لم يكن في كتاب اللّه عزّوجلّ وكانت فيه سنّة منّي فلا عذر لكم في ترك سنّتي ، وما لم يكن فيه سنّة منّي فما قال أصحابي فقولوا به ، فإنّما مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم بأيّها أخذ اهتدي ، وبأيّ أقاويل أصحابي أخذتم اهتديتم ، واختلاف أصحابي لكم رحمة . فقيل : يارسول اللّه ومن أصحابك ؟ قال : أهل بيتي » معاني الأخبار للشيخ الصدوق : 156 . .
&rlm ولكنّ المؤلف من كمال معرفته وشدّة وثاقته وأمانته قد حذف آخر الرواية حتى يهيّئ أرضيّة مناسبة للتمويه والاستدلال بها علي حجيّة قول الصحابة ، ومثل هذا لايصدر إلّا عمّن كان منحرفاً عن منهاج أهل البيت أعاذنا اللّه من ذلك .
&rlm ومن العجيب أنّ المؤلف قد عقّب الرواية السابقة المرسلة الموضوعة المرويّة عن تفسير أبي الفتوح الرازي بقوله:
&rlm أنظر كيف جعل حسن القول في الصحابة شعاراً لآل البيت : نظير الجهر بالبسملة .
&rlm ولكنّه حذف ذيل هذه الرواية التي فسّر فيها بأنّ المراد من الصحابة فى كلامه ( ص ) هم أهل البيت .
&rlm مضافاً إلى أنّ هذه الرواية تفسّر وتبيّن جملة من الروايات التي وردت في طرق العامّة أيضاً في مدح الصحابة وتخصّصها بأهل البيت ( ع ) .
&rlm
&rlm
الاستدلال على حديث : أصحابي كالنجوم والمناقشة فيه
&rlm
&rlm قال الشيخ معرفه :
&rlm [م / 96] روي أبو جعفر الصدوق بالإسناد إلى محمد بن موسى بن نصر الرازي ، عن أبيه قال : سئل الرضا ( ع&rlmعن قول النبي ( ص ) : « أصحابي كالنجوم بأيّهم أقتديتم أهتديتم » . فقال : « هذا صحيح يريد من لم يغيّر بعده ولم يبدّل » التفسير الأثري : 1 / 103 ، عن عيون أخبار الرضا ( ع ) ج 1 ص 93 ح 33 . .
&rlm
&rlm حذف المؤلّف ذيل الرواية حفاظاً على الصحابة :
&rlm فنقول : أوّلاً : قد حذف المؤلف من ذيل الرواية كعادته ما يدلّ على ذمّ الصحابة وإليك نصّ الحديث على ما في عيون أخبار الرضا ( ع ) لتُعلم وثاقة المؤلّف وأمانته :
&rlm « حدّثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال حدثني محمد بن يحيى الصولي ، قال حدثني محمد بن موسى بن نصر الرازي ، قال : حدثني أبي ، قال : سئل الرضا ( ع ) عن قول النبي ( ص ) : « أصحابي كالنجوم بأيّهم أقتديتم أهتديتم » ، وعن قوله ( ع ) : « دعوا لي أصحابي » فقال ( ع ) : « هذا صحيح يريد من لم يغيّر بعده ولم يبدّل » . قيل : وكيف يعلم أنّهم قد غيّروا أو بدّلوا؟ قال : « لما يروونه : من أنّه ( ص ) قال : ليذادُنَّ برجال من أصحابي يوم القيامة عن حوضي كما تُذادّ غرائب الإبل عن الماء ، فأقول : يا ربّ أصحابي! أصحابي! فيقال لي : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك؟ فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : بعداً وسحقاً لهم . أ فترى؟ هذا لمن لم يُغيّر ولم يُبدّل » عيون أخبار الرضا ( ع ) ج 1 ص 93 ح 33 ، بحار الأنوار : 28 / 18 ، مسند الإمام الرضا ( ع ) للعطاردي : 2 / 496 . .
&rlm فترى أنّ المؤلف قد حذف تفسير الإمام لما أحدثت الصحابة بعد الرسول ( ص ) وقوله : « ليذادُنَّ برجال من أصحابي يوم القيامة عن حوضي كما تُذادّ غرائب الإبل عن الماء ، فأقول : يا ربّ أصحابي! أصحابي! فيقال لي : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك؟ فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : بعداً وسحقاً لهم .
&rlm وحيث إنّ هذا الذيل كلّه يدلّ على خلاف عقيدة المؤلّف التي أراد في هذا الفصل إثباته فأسقطه ؛ كما هو عادته وقد مرّ مثله في الروايات السابقة ولا سيّما في الحديث الرقم 95 ، ولم يكن هذا العمل أوّل قارورة كسرت في الإسلام ؛ بل له نظائر كثيرة تبلغ مئات بل آلاف ممّا صدرت من أولى الأيدي الأثيمة والمحرفين المنحرفين .
&rlm
&rlm قصور الحديث سنداً ودلالة :
&rlm ثانياً : السند ضعيف ؛ لمكان أحمد بن محمد بن إسحاق الطالقاني وأبوه ؛ حيث إنّهما مجهولان ولم نجد لهما ذكر في الجوامع الرجاليّة .
&rlm ثالثاً : قد مرّ بأنّ الصحابة لما خالفوا النبي ( ص ) وأحدثوا أحداثاً ، أخبر ( ص ) بأنّهم يدخلون النار ولا يَخْلُص منهم إلّا هَمَل النَعَم أي القليل&rlm راجع : صحيح البخارى : 7 / 207 ( 1259 ، رقم&rlm6587 ) كتاب الرقاق ، باب في الحوض . .
&rlm رابعاً : قد مرّ أيضاً في موثّقة إسحاق بن عمار بأنّ المراد من قول رسول اللّه ( ص ) « أصحابي كالنجوم . . . » هم الأئمّة ( ع ) .
&rlm ويؤيّده ما فى عوالي اللئالي قال ( ص ) : أنا كالشمس ، وعليّ كالقمر ، وأهل بيتي كالنجوم ، بأيّهم اقتديتم اهتديتم&rlm عوالي اللئالي لابن أبي جمهور الأحسائي : 4 / 86 ، إثبات الهداة : 1 / 665 ، فصل ( 73 ) ، حديث : 862 . .
&rlm
&rlm بطلان حديث أصحابي كالنجوم عند علماء العامّة :
&rlm خامساً : قد صرّح جمع من علماء العامّة بطلان حديث النجوم ووضعه وسقوطه كما قال أحمد بن حنبل : حديث لا يصح . وقال البزار : هذا الكلام لا يصح عن النبي . وقال الدارقطني : ضعيف . وقال ابن حزم : هذا خبر مكذوب موضوع باطل ، لم يصح قط ، وقال البيهقي : أسانيده كلّها ضعيفة . وقال ابن عبد البر : إسناده لا يصح . وقال ابن الجوزي : هذا لا يصح . وقال أبو حيان : لم يقل ذلك رسول اللّه ، وهو حديث موضوع لا يصح به عن رسول اللّه . وقال الذهبي : هذا باطل . وقال ابن القيم - بعد الإشارة إلى بعض طرقه - : لا يثبت شئ منها . وضعفه أيضاً : ابن حجر العسقلاني ، والسيوطي ، والسخاوي ، والمتقي الهندي ، والمناوي ، والخفاجي ، والشوكاني وضعّفه الألبانى في سلسلة الأحاديث الضعيفة : 1 / 78 فليراجع مجلة تراثنا ج 45 ص 86 ، وج 52 ص 18 ، خلاصة العبقات : 3 / 123 ، نفحات الأزهار : 3 / 116 ، شرح إحقاق الحق : 3 / 99 ، محاضرات في الاعتقادات : 2 / 574 ، الرسائل العشر : 19 . .
&rlm
&rlm منافات الحديث مع الواقع التاريخي :
&rlm سادساً : لو قلنا بأنّ المراد من الحديث هو صحابة الرسول ( ص ) أي كلّ من رآه وصحبه كما زعمت العامّة لكان هذا القول يبيح قتلهم أجمعين ، لأنّهم قد اختلفوا ، واقتتلوا ، ولو أنّ مسلماً اقتدى بعلي ( ع ) ومن معه من الصحابة وقاتل معاوية ، ثمّ يبدو له فيقتدى بمعاوية ومن معه من الذين رأى النبي ( ص ) وصاحبه ، فيحلّ له مقاتلة علي ( ع&rlmومن معه .
&rlm وهذا بيّن الفساد ولن يأمر اللّه عزّوجلّ ولا رسوله ( ص ) بالاقتداء بقوم مختلفين ، لا يعلم المأمور بالاقتداء بهم من يقتدى به منهم .
&rlm
&rlm نظريّة الشهيد التستري في بطلان مضمون الحديث :
&rlm قال الشهيد نور اللّه التستري : وأيضاً يلزم على هذا التقدير أنّ كلّ من اقتدى بقول بعض الجهال بل الفساق من الصحابة أو المنافقين منهم وترك العمل بقول بعض العلماء الصالحين منهم مهتدياً ويلزم أن يكون المقتدي بقتلة عثمان والذي تقاعد عن نصرته تابعاً للحقّ مهتدياً وأن يكون المقتدي بعايشة وطلحة والزبير الذين بغوا وخرجوا على علي ( ع ) وقاتلوه مهتدياً وأن يكون المقتول من الطرفين في الجنّة ولو أنّ رجلاً اقتدى بمعاوية في صفّين فحارب معه إلى نصف النهار ثمّ عاد في نصفه فحارب مع على ( ع ) الى آخر النهار لكان في الحالين جميعاً مهتدياً تابعاً للحقّ والتوالي بأسرها باطلة ضرورة واتّفاقاً الصوارم المهرقة : 4 . .
&rlm وهكذا يبيح قتل المؤمن من غير جرم والزنا بزوجته ؛ اقتداءً بخالد بن وليد كما فعله ذلك بمالك بن نويرة و يبيح شرب الخمر اقتداءً بقدامة بن مظعون .
&rlm
&rlm رأي ابن حزم في بطلان الاقتداء بكلّ من الصحابة :
&rlm قال ابن حزم : فمن المحال أن يأمر رسول اللّه ( ص ) باتّباع كلّ قائل من الصحابة رضي اللّه عنهم ، وفيهم من يحلّل الشئ ، وغيره منهم يحرّمه ، ولو كان ذلك لكان بيع الخمر حلالاً اقتداء بسمرة بن جندب .
&rlm ولكان أكل البرد للصائم حلالاً اقتداء بأبي طلحة ، وحراماً اقتداء بغيره منهم .
&rlm ولكان ترك الغسل من الإكسال واجباً اقتداء بعلي وعثمان وطلحة وأبي أيّوب وأبيّ بن كعب ، وحراماً اقتداء بعائشة وابن عمر .
&rlm ولكان بيع الثمر قبل ظهور الطيب فيها حلالاً اقتداء بعمر ، حراماً اقتداء بغيره منهم . وكلّ هذا مروي عندنا بالأسانيد الصحيحة الإحكام لابن حزم : 6 / 810 . .
&rlm وقال ابن حزم أيضاً : وقد غلط قوم فقالوا : الاختلاف رحمة ، واحتجوا بما روي عن النبي ( ص ) : « أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم » .
&rlm إلى أن قال : وأمّا الحديث المذكور فباطل ، مكذوب ، من توليد أهل الفسق ؛ لوجوه ضروريّة :
&rlm أحدها : أنه لم يصحّ من طريق النقل .
&rlm والثاني : أنّه ( ص ) لم يجز أن يأمر بما نهى عنه ، وهو ( ع ) قد أخبر أنّ أبا بكر قد أخطأ في تفسير فسّره ، وكّذب عمر في تأويل تأوّله في الهجرة ، وكذّب أُسيّد بن حضير في تأويل تأوّله فيمن رجع عليه سيفه وهو يقاتل ، وخطّأ أبا السنابل في فتيا أفتى بها في العدّة . . . .
&rlm فمن المحال الممتنع الذي لا يجوز ألبتّة ، أن يكون ( ع ) يأمر باتّباع ما قد أخبر أنّه خطأ ، فيكون حينئذ أمر بالخطأ ، تعالى اللّه عن ذلك ، وحاشاه ( ص ) من هذه الصفة . . . . ، وهو ( ع ) قد أخبر أنّهم يخطئون ، فلا يجوز أن يأمرنا باتّباع من يخطئ إلّا أن يكون ( ع ) أراد نقلهم لما رووا عنه فهذا صحيح ، لأنّهم رضي اللّه عنهم كلهم ثقات ، فعن أيّهم نقل فقد اهتدى الناقل .
&rlm والثالث : أنّ النبي ( ص ) لا يقول الباطل ، بل قوله الحق وتشبيه المشبه للمصيبين بالنجوم تشبيه فاسد ، وكذب ظاهر ، لأنّه من أراد جهة مطلع الجدي قام جهة مطلع السرطان لم يهتد ، بل قد ضلّ ضلالاً بعيداً ، وأخطأ خطأ فاحشاً ، وخسر خسراناً مبيناً ، وليس كلّ النجوم يهتدى بها في كلّ طريق ، فبطل التشبيه المذكور ، ووضح كذب ذلك الحديث وسقوطه وضوحا ضروريّاً الإحكام لابن حزم : 5 / 642 . .
&rlm
&rlm نظريّة السيّد بن طاووس فى بطلان مضمون الحديث :
&rlm قال السيد ابن طاووس : ومن طريف رواياتهم أنّهم قالوا عن نبيّهم أنّه قال : « أصحابي كالنجوم بايهم اقتديتم اهتديتم » ، وقد علمنا أنّ الصحابة كان يكفّر بعضهم بعضاً ويشهد بعضهم على بعض بالضلال ويستحلّ بعضهم دماء بعض ، وقد تقدّم بعض ذلك وكما جرى في قتل عثمان وحرب البصرة وصفّين وغيرهما من المناقضات والاختلافات .
&rlm فلو كان الاقتداء بكلّ واحد منهم صواباً لكان الاقتداء بكلّ واحد منهم خطأ ؛ لشهادة بعضهم على بعض بالخطأ ولكان ذلك يقتضى وجوب ضلالهم أو قتلهم جميعاً ، فما أقبح هذه الروايات وأبعدها من عقول أهل الديانات&rlm الطرائف : 523 . .
&rlm
&rlm
الاستدلال على حديث : « وأصحابي خير ، ولا هجرة بعد الفتح »
&rlm
&rlm قال الشيخ معرفه :
&rlm [م / 97] فقد روى أبو جعفر الصدوق بالإسناد إلى أحمد بن محمد بن إسحاق الطالقاني قال : حدّثني أبي قال : « حلف رجل بخراسان بالطلاق أنّ معاوية ليس من أصحاب رسول اللّه ( ص ) أيّام كان الرضا ( ع ) بها ، فأفتى الفقهاء بطلاقها فسئل الرضا؟ فأفتى : أنّها لا تطلق . فكتب الفقهاء رقعة وأنفذوها إليه وقالوا له : من أين قلت يا بن رسول اللّه أنّها لم تطلق؟ فوقع عليه السلام في رقعتهم : « قلت هذا من روايتكم عن أبي سعيد الخدري أنّ رسول اللّه ( ص ) قال لمسلمة يوم الفتح وقد كثروا عليه : أنتم خير وأصحابي خير ، ولا هجرة بعد الفتح ، فأبطل الهجرة ولم يجعل هؤلاء أصحاباً له » . قال : فرجعوا إلى قوله&rlm التفسير الأثري ص 104 عن عيون أخبار الرضا ( ع ) : 1 / 93 . .
&rlm
&rlm قد روى الصدوق هذه الرواية بهذا السند : حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال : حدّثني محمد بن يحيى الصولي قال : حدّثني أحمد بن محمد بن إسحاق الطالقاني
&rlm
&rlm منافات الحديث مع الواقع التاريخي :
&rlm وفيه أوّلاً : أنّ مقتضى كلام المؤلف أنّ الأوّل والثاني والثالث ممّن غصبوا الخلافة من أمير المؤمنين ( ع ) هم من الصحابة الذين هم لا ينطقون إلّا عن لسان الوحي ولا يصدرون إلّا عن مصدر الوحي حتى قول الأوّل « ما تركناه صدقة » وغصبه فدكاً والهجوم على بيت فاطمة لا يصدر إلّا عن لسان الوحي وهكذا ما وقع من الناكثين والقاسطين والمارقين كلّ ذلك صدر عن لسان الوحي .
&rlm ثانياً : أنّ السند ضعيف ؛ لأنّ كلّ من في السند من الروات مجاهيل ولا يوجد فيهم من صرّح بوثاقته .
&rlm
&rlm منافات الحديث مع تعريف الصحابي عند العامّة :
&rlm وثالثاً : أنّ مضمون هذا الحديث مخالف لما جاء في كتب القوم من تعريف الصحابي ، بأنّهم أطلقوا الصحابة لكلّ من لقي النبي ( ص ) مؤمناً به طالت مجالسته أو قلّت .
&rlm كما قال البخاري : ومن صحب النبي صلى اللّه عليه وسلّم أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه&rlm كتاب بدء الخلق ، صحيح البخاري : 4 / 188 ، باب فضائل أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلّم ، فتح الباري 7 : 3 . .
&rlm وقال علي بن المديني : من صحب النبي صلى اللّه عليه وسلّم أو رآه ولو ساعة من نهار فهو من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلّم&rlm فتح الباري : 7 / 3 . .
&rlm وقال ابن حجر العسقلاني : الصحابي من لقي النبي صلى اللّه عليه وسلّم مؤمناً به ومات على الإسلام ، فيدخل فيمن لقيه ، من طالت مجالسته له أو قصرت ، ومن روى عنه أو لم يرو ، ومن غزا معه أو لم يغز ، ومن رآه رؤية ولو لم يجالسه ، ومن لم يره لعارض كالعمى&rlm الإصابة : 1 / 4 ، دار الكتب العلمية ، وبتحقيق الشيخ عادل أحمد : 1 / 158 . .
&rlm بلغ أمرهم إلى ما عدّوا من الصحابة صبياناً رأوا رسول اللّه ( ص ) . كما صرّح الحاكم بقوله : الطبقة الثانية عشرة : ( أي من الصحابة ) صبيان وأطفال رأوا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم يوم الفتح وفي حجّة الوداع وغيرها معرفة علوم الحديث : 24 . . بل عدّوا محمد بن أبي بكر من الصحابة ، مع أنّه ولد في حجّة الوداع في السنة العاشرة من الهجرة وقبل وفاته ( ص ) بثلاثة أشهر موسوعة حياة الصحابة : 3292 رقم 6802 ، أسد الغابة : 1 / 324 الإصابة : 6 / 194 رقم 8313 . .
&rlm
&rlm إنكار العامّة مضمون الرواية :
&rlm رابعاً : لا تقرّ العامّة بمضمون الحديث ؛ بل يستنكرون على من يطعن على معاوية ويزيد وأبي سفيان ومروان والحكم بن العاص وعمرو بن العاص ؛ بل يكّفرون من يطعن على مسلمة الفتح الطلقاء .
&rlm خامساً : لما ذا يتشبّث بالروايات الآحاد الصادرة تقيّة بعد تواتر الروايات عن موقف الصحابة تجاه الذين نكثوا بيعة الغدير وولاية الأمير ( ع ) ونبذوا الكتاب وراء ظهورهم .
&rlm فهل ترك المحكم المقطوع به تجاه رواية واحدة ظاهرة فى أنّه ( ع ) في مقام الجدال مع العامّة للتمويه بتشابه دلالتها؟
&rlm فهل هذا المنهح منهج مستقيم منطقيّ ممّن يريد طلب الحقيقة ، أم ممّن يترك المحكم ويتشبّث المتشابه ، ابتغاء التمويه .
&rlm
&rlm
&rlm * * *
&rlm
الاستدلال على حديث : أصحاب محمد ( ص ) صدقوا
&rlm
&rlm قال الشيخ معرفة :
&rlm [م / 98] روي أبو جعفرالكليني بإسناده الصحيح إلى منصور بن حازم قال : قلت لأبي عبد اللّه ( ع ) : فأخبرني عن أصحاب رسول اللّه ( ص ) صدقوا على محمد ( ص ) أم كذبوا ؟ قال : بل صدقوا التفسير الأثري : 1 / 104 عن الكافي : 3 / 65 ح 1 . .
&rlm ثمّ قال المؤلف : فحكم ( ع ) حكمه العامّ بأنّه صادقون في حديثهم عن رسول اللّه ( ص ) ، غيرمكذّبين ولا متّهمين ، وهي شهادة صريحة بجلالة شأنهم واعتلاء قدرهم في أداء رسالة اللّه في الأرض ( رضي اللّه عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم ) .
&rlm
&rlm وفيه أوّلاً : أنّ مقتضى ظاهرالرواية هو حجيّة روايتهم كخبر ظنّيّ ، لا حجيّهم فى عرض حجيّة الثقلين .
&rlm
&rlm حذف المؤلّف ذيل الرواية حفاظاً على الصحابة :
&rlm ثانياً : أنّ المؤلّف قد حذف ذيل الحديث ، ما يدلّ على خلاف مطلوبه.
&rlm
&rlm حيث قال الراوي : « قلت : فما بالهم اختلفوا ؟ فقال : أما تعلم أنّ الرجل كان يأتي رسول اللّه ( ص ) فيسأله عن المسألة فيجيبه فيها بالجواب ثمّ يجيبه بعد ذلك ما ينسخ ذلك الجواب ، فنسخت الأحاديث بعضها بعضاً .
&rlm فيدلّ ذلك بأنّ بعض الصحابة كانوا لا يعرفون الناسخ والمنسوخ ، فلم يكن حديثهم « أداء رسالة اللّه في الأرض » كما ادّعاه المؤلفّ&rlm وإليك تمام الحديث : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن منصور بن حازم قال : قلت لأبي عبد اللّه ( ع ) : ما بالي أسألك عن المسألة فتجيبني فيها بالجواب ، ثمّ يجيئك غيري فتجيبه فيها بجواب آخر ؟ فقال : إنّا نجيب الناس على الزيادة والنقصان ، قال : قلت : فأخبرني عن أصحاب رسول اللّه ( ص ) صدقوا على محمد ( ص&rlmأم كذبوا ؟ قال : بل صدقوا ، قال : قلت : فما بالهم اختلفوا ؟ فقال : أما تعلم أن الرجل كان يأتي رسول اللّه ( ص ) فيسأله عن المسألة فيجيبه فيها بالجواب ثمّ يجيبه بعد ذلك ما ينسخ ذلك الجواب ، فنسخت الأحاديث بعضها بعضاً . الكافي : 1 / 65 ح 3 . .
&rlm
&rlm ضعف الرواية دلالة :
&rlm ثانياً : قد روى الكليني قبل ذلك ما يدلّ على أنّ الأصحاب الذين يروون عن النبي ( ص ) على أربعة أقسام :
&rlm منهم : المنافق الذي يكذب على رسول اللّه ( ص ) . ومنهم : من يروي عنه وهماً . ومنهم : يروى عنه من دون أن يعرف الناسخ والمنسوخ ولم يكن قول هؤلاء حجّة .
&rlm ثالثاً : يمكن أن يكون مراد الإمام ( ع ) قسم من الصحابة الذين لايتعمدّن الكذب على الرسول ( ص ) كما قال المجلسى ( ره ) : يحتمل أن يكون مراد السائل السؤال عن أخبار جماعة من الصحابة ، علم ( ع ) صدقهم أو أراد ( ع&rlmصدق بعضهم ، أى ليس اختلافهم مبنيّاً على الكذب فقط ؛ بل قد يكون من النَسخ .
&rlm رابعاً : أنّ الرواية صدرت تقيّة ، كما قال المجلسي ( ره ) : والأظهر حمله على التقيّة .
&rlm
&rlm
الاستدلال على حديث « في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن والأحاديث »
&rlm
&rlm قال الشيخ معرفة :
&rlm [م / 99] وللإمام أمير المؤمنين ( ع ) حديث مسهب عن الصحابة الصالحين ويفصلهم عن المنافقين ، وأنّ حديثهم حديث صدق ، ولم يختلفوا إلّا من جهة اختلافهم في الحضور وأمّا هو ( ع ) فلم يختلف ولم يتخلّف فيما استحفظه من رسول اللّه ( ص ) التفسير الأثري ص 105 ، عن الكافي : 1 / 62 - 1 64 / 1 . .
&rlm
&rlm الرواية سيقت لذمّ الصحابة :
&rlm والعجب من المؤلّف كيف استدلّ بهذه الرواية علي حجيّة قول الصحابي مع أنّ الرواية في مقام بيان عدم حجيّة قول الصحابي بما هو هو ، لأمور :
&rlm 1 - قول الراوي بأنّ الإمام ( ع ) كان يخالف أحاديث الصحابة ويرى بأنّ كلّها باطل كما في سؤاله عنه ( ع ) : « ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن نبي اللّه ( ص ) أنتم تخالفونهم فيها ، وتزعمون أنّ ذلك كلّه باطل ، أفترى الناس يكذبون على رسول اللّه ( ص ) متعمّدين ، ويفسّرون القرآن بآرائهم؟ »
&rlm 2 - قول الإمام ( ع ) بأنّ الكذب علي رسول اللّه ( ص ) في عهده وبعد ذلك كان شاعياً كما صرّح : « قد كذب على رسول اللّه ( ص ) على عهده حتى قام خطيباً فقال : أيّها الناس قد كثرت علي الكذّابة فمن كذب عليّ متعمّداً فليتبوّء مقعده من النار ، ثمّ كذب عليه من بعده » .
&rlm 3 - إخبار الإمام ( ع ) عن الصحابة أنّ فيهم المنافق الذي يكذب على رسول اللّه ( ص ) والناس لايعرفونه : « رجل منافق يظهر الإيمان ، متصنّع بالإسلام لا يتأثّم ولا يتحرّج أن يكذب على رسول اللّه ( ص ) متعمّداً ، فلو علم الناس أنّه منافق كذّاب ، لم يقبلوا منه ولم يصدّقوه ، ولكنهم قالوا هذا قد صحب رسول اللّه ( ص ) ورآه وسمع منه ، وأخذوا عنه ، وهم لا يعرفون حاله » .
&rlm 4 - إخباره ( ع ) عن الصحابة أنّ فيهم من يروى عن الرسول عن وهم وهو يكذب عليه من حيث لا يعلم&rlm كما قال بعض الشارحين : والقسم الثاني وهو المؤمن الذي وهم فيما رواه عنه وعبر عنه بعبارته الدالة على ما فهمه فإنه أيضا كذب عليه من حيث لا يعلم . شرح أصول الكافي&rlmلمولي محمد صالح المازندراني : 2 / 326 . : « ورجل سمع من رسول اللّه شيئاً لم يحمله على وجهه ووهم فيه ، ولم يتعمّد كذباً فهو في يده ، يقول به ويعمل به ويرويه فيقول : أنا سمعته من رسول اللّه ( ص ) فلو علم المسلمون أنّه وهم لم يقبلوه ولو علم هو أنّه وهم لرفضه » .
&rlm 5 - ثمّ إخباره أيضاً عن الصحابة الذي سمع عن النبي ( ص ) ما أمر بشى&rlmء أو نهى عنه ولم يسمع ما نسخ ذلك وهو أيضاً ليس بحجّة : « ورجل ثالث سمع من رسول اللّه ( ص ) شيئاً أمر به ثمّ نهى عنه وهو لا يعلم ، أو سمعه ينهى عن شئ ثمّ أمر به وهو لا يعلم ، فحفظ منسوخه ولم يحفظ الناسخ ، ولو علم أنّه منسوخ لرفضه ، ولم علم المسلمون إذ سمعوه منه أنّه منسوخ لرفضوه » .
&rlm مع هذا كلّه ، فكيف يقول المؤلّف بعد ذكر الرواية : « فالصحيح هو الاعتبار بقول الصحابي في التفسير ، سواء في درايته أم في روايته وأنّهم المنابع الأصل في التفسير » التفسير الأثري : 1 / 105 . .
&rlm هل هذا إلّا إغراء بالجهل ، وتحريف الحقائق ، وافتراء على الإمام أو استنباط الباطل عن الحقّ .
&rlm وإليك تمام الحديث على ما في الكافي :
&rlm علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم ابن عمر اليماني ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، قال : قلت . لأمير المؤمنين ( ع ) : إنّي سمعت من سلمان والمقداد وأبي ذر شيئاً من تفسير القرآن وأحاديث عن نبي اللّه ( ص ) غير ما في أيدي الناس ، ثمّ سمعت منك تصديق ما سمعت منهم ، ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن نبي اللّه () أنتم تخالفونهم فيها ، وتزعمون أنّ ذلك كلّه باطل ، أفترى الناس يكذبون على رسول اللّه ( ص ) متعمّدين ، ويفسّرون القرآن بآرائهم ؟
&rlm قال : فأقبل عليّ فقال : قد سألت فافهم الجواب . إنّ في أيدي الناس حقّاً وباطلاً ، وصدقاً وكذباً ، وناسخاً ومنسوخاً ، وعامّاً وخاصّاً ، ومحكماً ومتشابهاً ، وحفظاً ووهماً ، وقد كذب على رسول اللّه ( ص ) على عهده حتى قام خطيباً فقال : أيّها الناس قد كثرت علي الكذّابة فمن كذب عليّ متعمّداً فليتبوّء مقعده من النار ، ثمّ كذب عليه من بعده ، وإنّما أتاكم الحديث من أربعة ليس لهم خامس : رجل منافق يظهر الإيمان ، متصنّع بالإسلام لا يتأثّم ولا يتحرّج أن يكذب على رسول اللّه ( ص ) متعمّداً ، فلو علم الناس أنّه منافق كذّاب ، لم يقبلوا منه ولم يصدّقوه ، ولكنهم قالوا هذا قد صحب رسول اللّه ( ص ) ورآه وسمع منه ، وأخذوا عنه ، وهم لا يعرفون حاله ، وقد أخبره اللّه عن المنافقين بما أخبره ووصفهم بما وصفهم فقال عزّوجلّ : ( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم ) .
&rlm
&rlm ثمّ بقوا بعده فتقرّبوا إلى أئمّة الضلالة والدعاة إلى النار بالزور والكذب والبهتان فولّوهم الأعمال ، وحملوهم على رقاب الناس ، وأكلوا بهم الدنيا ، وإنّما الناس مع الملوك والدنيا إلّا من عصم اللّه ، فهذا أحد الأربعة .
&rlm ورجل سمع من رسول اللّه شيئاً لم يحمله على وجهه ووهم فيه ، ولم يتعمّد كذباً فهو في يده ، يقول به ويعمل به ويرويه فيقول : أنا سمعته من رسول اللّه ( ص ) فلو علم المسلمون أنّه وهم لم يقبلوه ولو علم هو أنّه وهم لرفضه .
&rlm ورجل ثالث سمع من رسول اللّه ( ص ) شيئاً أمر به ثمّ نهى عنه وهو لا يعلم ، أو سمعه ينهى عن شئ ثمّ أمر به وهو لا يعلم ، فحفظ منسوخه ولم يحفظ الناسخ ، ولو علم أنّه منسوخ لرفضه ، ولم علم المسلمون إذ سمعوه منه أنّه منسوخ لرفضوه .
&rlm وآخر رابع لم يكذب على رسول اللّه ( ص ) ، مبغض للكذب خوفاً من اللّه و تعظيماً لرسول اللّه ( ص ) ، لم ينسه ، بل حفظ ما سمع على وجهه فجاء به كما سمع لم يزد فيه ولم ينقص منه ، وعلم الناسخ من المنسوخ ، فعمل بالناسخ ورفض المنسوخ فإنّ أمر النبي ( ص ) مثل القرآن ناسخ ومنسوخ ومحكم ومتشابه قد كان يكون من رسول اللّه ( ص ) الكلام له وجهان : كلام عامّ وكلام خاص ، مثل القرآن وقال اللّه عزّوجل في كتابه : ( ما آتاكم الرسول فخذوه ، وما نهاكم عنه فانتهوا ) فيشتبه على من لم يعرف ولم يدر ما عنى اللّه به ورسوله ( ص ) وليس كلّ أصحاب رسول اللّه ( ص ) كان يسأله عن الشئ فيفهم وكان منهم من يسأله ولا يستفهمه حتى أن كانوا ليحبّون أن يجيئ الأعرابي والطاري فيسأل رسول اللّه ( ص ) حتى يسمعوا الكافي : 1 / 62 . .
حسيني قزويني |